يالله.....يالله.....نُقتل،ونُحرق،ونُغتصب،ونموت،ونموت،ونموت،ولايشبعون من دمنا.....نتعب من صور القتل،ولايتعبون من صناعته.........ننام على أمل أن تكون آخر مجزرة،ويستيقظون على أمل أن يصنعوا المجزرة.
ليسوا هم وحدهم المجرمين،فنحن شركاء معهم....نعم والله،ليست مبالغة ولا بلاغة،بل هي الحقيقية....فنحن شركاء في قتل أهلنا.
شركاء،عندما نترك مجالاً للنقاش والخلاف حول موعد بداية الثورة،ونفتح باب الحساسيات بين أبناء مدننا !
شركاء عندما نعطي تعليماتنا لمن يعملون معنا على الأرض ألّا يرسلوا الفيديوهات والأخبار إلّا لمجموعتنا أو صفحتنا،بل ونهددهم إن خالفونا !
شركاء،عندما يحارب إعلاميُ في الثورة إعلامياً آخر خوفاً أن يظهر على التلفزيون أكثر منه !
شركاء،عندما لانرضى إلا أن نموّل الكتائب التي يتبع ولاءها لنا،دون أن نسأل من هو على خط التماس الآن،ويستحق الدعم حقاً !
شركاء عندما نسمح لخلافاتنا السياسية أن تنعكس على أبطالنا الأحرار الذين خرجوا لتحرير سوريا !
شركاء،عندما نسمح لأنفسنا أصلاً أن نبني "ولاءات" بين الثوار المقاتلين !
شركاء،عندما ندافع بكل شراسة عمياء عن أحبابنا أو أقاربنا إن اختلف معهم أحد،ونقف معهم،حتى لو كان الطرف الآخر أقرب لخير الثورة والثوار منهم !
شركاء عندما نكون مستعدين لتشويه تاريخ وسمعة أحدنا،كي لايقفز ويأخذ كرسي تافه ،كانت عيننا عليه،حتى وإن رأينا أنّه من الممكن أن يُفيد الثورة !
شركاء لأنّ بعضنا ينهش في لحم أخيه بمجرد أنّ الله قد أختصه ببعض المواهب دونه !
شركاء،عندما نستخدم صفحات وتنسيقيات الثورة للتشهير بأخطاء بعضنا،بدل النصح فيما بيننا !
شركاء،عندما نهتم بأنّ يكون نشرنا للفكرة أو المقالة حصري في صفحتنا المبجلة،ونرفض أن ينشرها مكان آخر،حتى ولو كانت الفكرة مفيدة للثورة وسوريا.
شركاء،عندما نبرر أخطاء من هو من "جماعتنا"،ونشنّع خطأ من هو ليس من "جماعتنا" !
شركاء عندما نرضى بمشاهدة أعدائنا مجتمعين على الباطل،ونحن مفترقين على الحق !
شركاء عندما ننظر للثورة على أنّها فرصة يجب علينا استغلالها ليسجل التاريخ بطولاتنا الوهمية !
شركاء،عندما نظنّ أنّ الثورة هي ثورتنا وحدنا،وكلّ ثائر آخر تلميذ في مدرستنا الثوريّةّ !
شركاء عندما نرى أنّ رأينا الصواب دائماً،ولانناقش ولانستمع لغيره !
شركاء عندما نضع مصلحتنا أولاً،ثم مصلحة الثورة ثانياً،ظنّاً منّا بأنّ هذا "تذاكي" يدلّ على عقول ثورية فذّة.
شركاء عندما نعلم أنّنا قد أخطأنا في رأي يخصّ الثورة ،ومع ذلك لانغيّره خوفاً على سمعتنا الثورية !
شركاء عندما نتحدث،ولو نصف كلمة،بإقليمية ضيقة عن مدينة أخرى،ولاندري ماذا قد تفعل تلك الكلمة في نفوس الآخرين !
نعم نحن شركاء؛ولكنّ الفرق بيننا وبين أولئك الذين غرقوا في بحر دمائنا أنّ طريق عودتنا مازال مفتوحاً،وما زال أمامنا هامش صغير كي نستيقظ،ونصحح،ونقتص من قتلة أهلنا.....مازال أمامنا وقت يتضاءل كل ثانية،كي نراجع حساباتنا،ونرصّ صفوفنا،ونصحح أخطاءنا،ونعمل بأقصى طاقتنا لأجل ثورتنا،وكي ندرك ونخبر من حولنا،أنّه لامجال أمامنا إلا أن نكون معاً،ونناضل معاً،ونقاتل معاً،ونستشهد معاً ،وننتصر معاً،أو أنّ السكين ستأتينا قريباً،ولكنّها لن تكون كالتي قتلت شهداءنا،بل ستكون مسنونة بشهوتنا وحمقنا ونرجسيتنا وقبحنا وحبنا للظهور ،وستجعلنا نخسر الآخرة قبل الدنيا.
اللهم أعنّا على أنفسنا حتى نستحق نصرك الذي وعدت.
محمد اللادقاني