الاثنين، 18 نوفمبر 2013

إلى روح الشهيد عبد القادر الصالح

 

بسيطاً كان أم بطلاً ....... ورمزاً صار أم مَثلاً
رحلتَ الآن أم رحلتْ ....... سيوفٌ تكرهُ المللا
شهيداً صرتَ..لكنَّ......... بهاؤك وهجهُ وصلَ
ورمحكَ لايزال هناك......يقاتلُ ...يزرعُ الأملا
أردتَ العيش في عزٍّ ..... ومتّ فنصركُ اكتملَ
فمن يحيا لأمّته ................ سيحيا إن لها قُتِلَ
رحلتَ أخي
هناك لتبقى في رغدٍ ......... يُسِرُّ العينَ والمُقلا
هناك الصدق،ليس هنا.....هناك يفوزُ من عملا
هناك يفوزُ من عملاً

محمد اللادقاني
18-11-2013
 

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

سياسيون أم عسكريون ؟!.....مع أيهما نقف؟!

 
 
"لانريد حكم عسكري" ...."من حرر البلاد بالقوة هو من يجب أن يحكمها" ...."ثوار الداخل،وثوار الخارج" ...."ثوار الفنادق وثوار الخنادق"
كل تلك العبارات أصبحت منتشرة بشكل كبير،وترديد بعضها بصراحة أحياناً ،هو حقّ أُريد به باطل.
فهل هناك صورة منطقية ياترى تستطيع أن تجمع بينها جميعاً؟
لنحاول ترتيب بعض الأفكار المبعثرة التي سيولد الجواب تلقائياً منها:
1-الثورة بدأت سلمية؛أي أنّ صنّاعها أشخاص مدنيون؛وهي حقيقية لاتحتاج إلى نقاش.وقد استشهد الكثير من الثوار الطيبين الذين لم يحملوا السلاح،ومع ذلك لا أحد يستطيع أن يجادل في درجة ثوريتهم.وهناك ثوار مدنيون-استمروا في خدمة الثورة كمدنيين-لايقلّون عن العسكريين أو المدنيين العسكريين أهمية ووطنية وشجاعة ووزناً.
2-ليس كل من يوصف بأنه من ثوار الخنادق يعمل في مصلحة الثورة وسوريا.
3-ليس كل من يوصف بثوار الفنادق هو دخيل على الثورة،ولاينفعها وينفع الثوار.فوجود بعضهم-لا كلهم طبعاً-ضرورة حكماً.مع العلم بأني لست منهم،ولا أضع نفسي في موضع الدفاع عنهم.
4-من الواجب وجود جسم عسكري موحد أو شبه موحد تنضم تحته أغلب القوى الفاعلة والمؤثرة في الحراك الثوري العسكري.
5-من الواجب والطبيعي وجود جسم سياسي يمثّل الثورة،ويتحدث باسمها،على أن يكون مدعوماً من حاضنة شعبية أولاً،ومن أغلب القوى العسكرية الثورية ثانياً.وإلا فهو لايمثل إلا نفسه.
المشكلة اليوم معروفة،ولاتحتاج إلى كثير من الشرح.فهناك خلافات بين السياسيين المتمثلين بالائتلاف،وبين القوى العسكرية الفاعلة على الأرض،والتي كان السياسيون سببها الأكبر.بيد أنّ إبقاء هذا التنافر بين هذين الطرفين سيجعل كل منهما يخسر-ويُخسرنا-الكثير مما كسبه وحققه جانبه للثورة،رغم الفارق في الأهمية.
وهنا يكون من الواجب علينا كثوار أن نقف بين الطرفيين وأن ندفعهما للتقارب،بالضغط على كلاهما،وعدم المبالغة في الاصطفاف إلى جانب أحدهما إلا بالمقدار الذي يضغط على الطرف الآخر بما يُوجد حلّ للمشكلة،حتى وإن كانت قلوب أغلبنا مع أحدهما؛وهو الطرف الذي يدافع عنّا بدمه طبعاً.
ألا يكفي أكثر من عامين ونصف على الثورة،حتى يتضّح للسوريين من هم السياسيون الجديرون بالثقة،ومن هي الكتائب الجديرة بقيادة العمل العسكري أو تصدّره؟!
إذا لم يكن قد اتضح بعد للكتائب المخلصة ذلك،ولا للسياسين المخلصين ذلك،ولا للثوار المخلصين ذلك.فالعيب فيهم وفينا جميعاً إذاً.وليس علينا أن نلوم إلا أنفسنا !
من الواجب على القوى الثورية العسكرية الفاعلة حالياً والتي ترفض الاتئلاف أن تقدم أشخاصاً مدنيين يعتبرونهم امتداداً لهم،وأن توكل إليهم مهمة الانخراط في العمل السياسي كممثلين عنها.وسيقبلهم الثوار بمجرد إظهار ماقدموه للثورة خلال عاميها،وإعلان الثقة بهم من قبل الكتائب الكبيرة والفاعلة،والتي لايجادل في إنجازاتها وأخلاق أفرادها وقادتها أحد.
وإذا كان عدد تلك الشخصيات غير كافٍ،فأليس الصحيح أن تجد تلك الكتائب ممثلين لها،سواءً من السياسين الذين تواصلت معهم خلال الثورة ووجدت أنهم على خير،أو من سياسي الائتلاف أو خارجه؟وأليس من الخير للثورة أن يجتمع أولئك الممثلين الحقيقين فيما بينهم وبين السياسين الذين يتصدرون المشهد للوصول إلى نتيجة تُرضى الجميع بين القوى العسكرية والسياسية.
من واجبنا الدفع نحن نحو ذلك التقارب،لا أن نزيد النار اشتعالاً،ولا الفرقة بعداً.فليس من صالح الثورة أن تكون هناك طبقة سياسية يتم التعامل معها دولياً وهي مرفوضة شعبياً،ولا أن يكون هناك طبقة عسكرية،لايتم التعامل معها دولياً،أو تتم معاملتها كقوة عسكرية فقط،رغم وجود شارع عريض يدعمها،ورغم أنّ الكثير من أفرادها وقادتها مدنيون قد انخرطوا بالعمل العسكري فأصبحوا عسكريين بامتياز،وربما سبقوا العسكريين بالكثير،فصار من غير الممكن أن يتم التعاطي معهم إلا كعسكريين.
كان العالم منذ البداية يردد أنّ السوريين يقتلون بعضهم بعضاً،وهذه المستجدات الجديدة ستجعل المقولة تتعدّل أنّ الثوار السوريين لايستطيعون أن يشكلوا معارضة منسجمة سياسياً وعسكرياً،فكيف لهم أن يحكموا بلداً !؟

محمد اللادقاني
 

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

لماذا إحباط البعض بعد تأجيل الضربة أو إلغائها ؟!

 

كتبت إحدى الصحف الأمريكية أنّ "كلّ السوريين قد تحوّلوا إلى محللين سياسين أثناء فترة توقعات الضربة العسكرية" .
وقد كان اللافت أن تحليلات الأغلبية تقريباً كانت ترى أنّ الضربة لن تأتي من أجل دماءنا التي مضى على نزيفها أكثر من سنتين ونصف،وإنما من أجل حسابات معقدة.
أما ما انقسمت حوله تلك التحليلات،فقد كان حول فائدة تلك الضربة للثوار والثورة.ففريق كان يراها في صالحنا،وفريق كان يراها لسرقة الثورة،وفريق كان يراها للقضاء على النظام والثورة معاً،وفريق كان يراها للقضاء على النظام والإسلامين في الثورة معاً.
إذاً،طالما أنّ الغالبية كانت متشككة من الضربة فلماذا حزن وإحباط البعض بعد تأجيلها أو إلغائها؟! ولماذا نقل تلك المشاعر المحبطة إلى الثوار؟!
هناك نتائج وحقائق اتضحت لدى الجميع بعد قرار النظام تسليم السلاح الكيمائي.ويجب علينا أن نراها مع قرار تأجيل أو إلغاء الضربة التي نعلم أن الكثير ممن كان ينتظرها من المعارضة،كان يرجو أن تسرّع إسقاط عصابة بشار،لا لأهداف أخرى:
1-لو أنّ النظام يهتم بمستقبل سوريا كدولة لعرض-ولو من باب المحاولة فقط-أن يتم تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها بعض رجاله،وأن يتم تسليم البلد بأسلحتها الموجودة لتلك الحكومة،بحيث لاتخسر سوريا أسلحتها الاستراتيجية،على أن يتم خروج آمن له.ولكنه أثبت للدنيا كلها أنه لايهتم بقوة سوريا ولابالممانعة ولا بالمقاومة،وأنّ هدفه الوحيد هو الاستمرار في حكم سوريا،ولو كنظام ميليشيات فقط .
2-لقد كنّا نُتهم من البعض أنّ أمريكا تقف في معسكرنا،ولو كلامياً فقط ، بينما تقوم عصابة بشار اليوم بالافتخار بتسليم سلاح سوريا الكيميائي للدولة التي تتهمنا بأننا عملاء لها !
3-لقد اتّهموا الثورة أنها أضعفت محور المقاومة والممانعة.بينما لامشكلة أن يقوموا هم بتسليم وتدمير سلاح رأس حربة هذه المقاومة والممانعة من أجل بقائهم ولو بدون ممانعة !
4-لم نكن نستطيع أنّ نجزم أنّ هناك مشروعاً ممنهجاً لبيع سوريا،رغم ماكنّا قد بدأنا نلاحظه في مناطق سوريا كلها من بيع أملاك عامة كاملة،ولكنّا اليوم تأكّدنا أنّ بلادنا كانت تُباع شبراً شبراً،وأنّنا كنّا سنصبح غرباء فيها لو لم توقظنا أصابع أطفالنا في درعا.
5-لم نكن نستطيع أن نجزم أنّ هناك مخططاً منظماً لبيع سوريا ثقافياً وفكرياً واقتصادياً لإيران،رغم ماكنّا نلاحظه مؤخراً من حملات "التشيع" وغيرها في كل سوريا،ولكنّا تأكدنا الآن أنّ ماكان يجري هو البداية لجعل سوريا ولاية إيرانية بامتياز!
6-كان يحزّ في نفوسنا أنّ الثورة قد أضعفت قوة سوريا كدولة رغم ضرورتها،ولكنّا تأكدنا الآن أنّ سوريا في عهد الوحوش لم تكن قوية يوماً،وأنّهم كانوا يجعلونا نعيش وهم تلك القوة لا أكثر.
نعم،فلقد كسبنا معنوياً على الأقل بعد قرار عصابة بشار تسليم أسلحة سوريا الكيميائية.فقد زادت ثقتنا بما لا يدع مجالاً للشك أنّنا على الحق منذ الدقيقة الأولى في الثورة،وأنّ واجب إسقاط أولئك المجرمون هو واجب شرعي ووطني وأخلاقي وتاريخي.وأنّ علينا الآن أن نزيد ونضاعف أضعافاً كثيرة كلّ عمل كنّا نقوم به لإسقاط تلك العصابة.فلابد -بعد سنتين ونصف-أن يكون كلّ منّا قد تعرّف إلى ثوار طيبين ثقات،يستطيع أن يطمئنّ أنّه يدعم الأشخاص الصحيحة بدعمه لهم .فإسقاط ذلك النظام المجرم والخائن معاً لم يعد ترفاً أو عشقاً في الحرية فقط،بل واجب يحيط بعنق كلّ منّا،ولامجال للتخلف عنه،وغداً سيسألنا الله عنه وعن الثورة،وماذا قدمنا لها.

محمد اللادقاني

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

هل هناك اتفاق أمريكي روسي أسدي حول الضربة المتوقعة ؟


في زحمة التحليلات والآراء حول الضربة القادمة للنظام،ربما لا يعنيني نقل وجهة نظري حولها، لأنّنا-ببساطة- كثوار غير صانعين لها،ولأنّ ترجيح أحدها لا يُفيدنا في شيء حالياً رغم أنّنا في مقدمة المتأثرين بها.
ولكن عندما يكون لأحد هذه التحليلات آثاراً سيئة على الثوار،فهنا لابد من الحديث عنه،خصوصاً عندما يكون تحليلاً عبثياً هدفه لايوصل لشيء سوى ضرب معنويات الثوار.
ظهر في الأيام القليلة الماضية تحليلاً يتحدث أنّ اتفاقاً سرّياً قد تم بين أمريكا وروسيا ودول إقليمية والنظام لضرب أهداف محددة وغير هامة بالنسبة للنظام لتحقيق هدف إعلامي من ذلك،بحيث تحفظ أمريكا ماء وجها به بعد أن أحرج اقتحام "الثور" الأسدي الهائج الخط الأحمر الذي وضعه أوباما.
كغيره من التحليلات،لم يكن هناك ما ينفيه تماماً رغم مايترتب عليه من آثار سيئة على معنويات الثوار.فالقول أن اتفاقاً بهذا المستوى من الخبث قد تم لتغطية جريمة النظام هو أمر خطير ستكون له آثار كبيرة على الثورة مستقبلاً،فهو يعني أنّ هناك توافقاً عالمياً على الجرائم التي تجري وستجري لنا،وبأنّ الموقف الأمريكي قد تطور من موقف التردد أوالتخوف من دعم الثوار أحياناً،إلى موقف الشريك بالجريمة والمبارك له، ليس بالصمت أو بمنع السلاح أحياناً فقط بل بالأفعال والتخطيط أيضاً .
ربما كان ذلك التحليل ممكناً إلى إنّ قام أوباما بإحالة قرار ضرب النظام إلى الكونغرس،مما دلّ بوضوح على أنّ ذلك التوقع قد أصبح مستبعداً جداً أو مستحيلاً .
ليس أوباما بالشخص البسيط أو العبثي كما يحبّ البعض أن يصوّره،وقد خرج الرجل وأكّد تورّط عصابة بشار باستخدام الكيماوي،ثم قام خلال أيام برفع وتيرة التهديد إلى ماوصلت إليه أخيراً،ثم فاجأ العالم بإحالة القرار إلى الكونغرس.
ولو كان الأمر مرتباً وهدفه إعلامي بحت،وكان أوباما متأكداً من عدم حصول أي نتائج عكسية لهذه الضربة، فلماذا يضع نفسه بهذا الموقف المحرج جداً الذي ضجّ به العالم،وسخر منه الكثيرين بسببه؟ولماذا لا يستفيد من تلك المسرحية-التي تعب في ترتيبها-كي يظهر أنه الرئيس القوي الذي يفرض قرارته التي لاتأتي إلا بالنتائج الرائعة والمضمونة؟ خصوصاً أنه يمتلك الصلاحيات كي يقوم بتلك الضربة دون الرجوع إلى الكونغرس.
ليس فقط نائب وزير خارجية النظام هو من سخر من أوباما بعد قراراه ذلك،بل سخر منه الكثير من الكتاب الأمريكين،وتناولته الصحف الإسرائلية بالسخرية اللاذعة أيضاً.فعلى سبيل المثال،كتب الباحث في الشؤون الأميركية أبراهام بن تسفي إن أوباما 'كلما تذكر بأنه حاصل على جائزة نوبل للسلام يتوقف عن العمل ويصاب بالشلل '. فلماذا يعرّض نفسه لكل ذلك إذا كانت الأمور مرتبة ومضمونة النتائج؟
ليس معنى ذلك أنّ نعقد الآمال على تلك الضربة،فأملنا بالله القوي،ولكن ليس من الجيد أن يشعر الثوار أنّ كل الدنيا تقف ضدهم،وفي وقت واحد،وأنّهم يواجهون العالم جميعاً بأسلحتهم البسيطة.خصوصاً أنّ هذا الأمر يخالف الكثير من الوقائع،رغم التخاذلات الكبيرة.

محمد اللادقاني

الجمعة، 16 أغسطس 2013

عصابة بشار لاتريد "دويلة علوية" !.....يكفي ماروّجناه لها !

 

من المهم دراسة أيّ تحليل أو قراءة حول الثورة السورية،لعلّ فيها ما يُفيد سوريا وثورتها.ولكن حين تصبح بعض تلك التحليلات من المسلّمات والبديهيات في الثورة،فيجب علينا عندها أن ندققها ألف مرة،وأن نقف ضد انتشارها بكل قدرتنا في حال لمسنا أنّ نتائجها مضرّة بالثورة،وأن نوضّح للجميع بأنها "تحليلات"،وليست "مسلمات".والفرق بينهما كبير.
بعد أشهر من تصدّر موضوع الدويلة العلوية للعناوين بسبب أهميته وخطورته ،صار من الواجب علينا أن نقرأه من خلال قاعدة "من المستفيد" ،خصوصاً بعد جرائم النظام في البيضا والقصير وحمص والتي أوضحت أنّ العصابة تريد التأكيد أنّ الدويلة العلوية هي خيارها القادم ،لا بل والقريب جداً جداً.
لنحاول عرض ما جنته الثورة نتيجة تحول تحليل "قيام الدويلة العلوية" إلى بديهية عند الكثير من الثوار؛ولنحاول استنتاج من المستفيد من ذلك.وبناء عليه نستطيع أن نقرر هل يجب أن نزيد من ترسيخ هذه القناعات لدى الثوار أم يتوجب علينا اقتلاعها كما زرعناها.
لقد استفادت الثورة بسبب اعتبار "الدويلة العلوية" من المسلمات زيادة بسيطة في الحشد من أجل جبهة حمص،بينما استفاد النظام بالتالي:
أولاً: إقناع أفراد جيشه وشبيحته أنّ لديهم مكاناً آمناً يستطيعون اللجوء إليه مهما رجحت كفة الثورة في باقِ مناطق سوريا،وأنّ هذا المكان سيكون دولة قائمة بحد ذاتها تستطيع أن تحميهم من أي محاسبة أو مساءلة عن جرائمهم .
ثانياً:تهوين أي خسارة في أي معركة خارج حدود دويلته المتوهمة، بذريعة أنّ تركيز النظام هو على مناطق "دولته المستقبلية" وأنّ مايقوم به في المناطق الأخرى هو "ترف عسكري" .
ثالثاً (والأخطر):إيصال رسائل للكتائب في المناطق المحررة التي لاتقع في حدود "الدويلة العلوية" المتوهمة بأنّ النظام لم يعد يطمع كثيراً في استرجاع مناطقهم وبسط سيطرته المطلقة عليها.
وهذه الفكرة هي الأهم والأخطر،لأنّ اقتناع بعض الكتائب بها-ويبدو أنّ البعض قد اقتنع فعلاً-سيكون له تداعيات خطيرة وكبيرة قد بدأنا نرى بعضها.فعندما تشعر تلك الكتائب أنّ الخطر الذي يتهددها قد زال فإنّ بعضها-للأسف-ستظنّ أنّ دورها قد انتهى،وأنّ بقاءها في مكانها وحماية مناطقها الضيقة سيحميها من خسارة المزيد من الرجال والممتلكات.وقد يدخل بعضها في هدنة مع النظام ،لاعتقادهم أنّ الخطر الذي يبتعد عنهم حالياً لن يعود إليهم مرة أخرى،لأنّهم خارج الحدود التي يريدها النظام لدويلته القادمة.كذلك قد تبدأ بعض الكتائب المخلصة بالاقتناع أنّ تحركها لن يؤثّر مع ماتسمعه من روايات التآمر،والذي يساعد على ترويجه بعض الناشطين بعفوية،وربما قد تصل إلى قناعة أنّ الدويلة العلوية قادمة لامحالة،وأنّ السعي لتحرير مناطق جديدة لن يخلق تغيراً في المعادلة المحسومة .
إنّ تصرفات النظام على الأرض تقول بأنّه يريد استعادة سوريا كلها،ويبدو أنّه ينفذ نصائح روسية بالقتال كي يستعيد سوريا كلها أو يخسرها كلها.فربما تكون قضية خلق ولاية إيرانية قريبة من أوروبا وإسرائيل على المتوسط  خارج قدرات روسيا،كما أنّ حماية حدود تلك الدويلة من ثوار لهم مع نظامها وشبيحتها ثارات وثارات أمرٌ أشبه بالمستحيل،ومعركة الساحل هي الدليل الجديد على ذلك.
من الواضح استغلال العصابة لمشروع "الدويلة المفترضة" في مهادنة بعض المناطق،والتناسي المقصود لمناطق أخرى،وإشعال الفتن في مناطق أخرى.وحالياً يتوجب علينا التعامل مع حقيقية أنّ النظام يستفيد من ذلك بغض النظر عن الآراء النافية أو المؤكدة لتلك الفرضية،ودون التجاهل المطلق لها،وعلينا العمل بكل قدرتنا على إعادة ترسيخ بديهيات الثورة لدى الجميع وخاصة لدى القوى المقاتلة بأنّ سوريا كلها هي هدف للنظام،وأنّه يريد أن يُعيد احتلالها شبراً شبراً ،وبأنّ على الكتائب أو المناطق التي تظنّ أنّها في مأمن الآن،أن تدرك أنّ النظام سيعود إليها بعد انتهائه من استعادة المناطق التي أوهمنا بأنّه لايريد غيرها،وبأنّ كل من تجرّأ وحمل السلاح في وجهه سيكون هدفاً عاجلاً أو آجلاً له في حال استعاد سوريا -لاقدر الله-.
كما قمنا نحن بالترويج لموضوع "الدويلة العلوية" يتوجب علينا الآن استخدام إعلامنا وقنواتنا وصفحاتنا على المدى الأشهر القادمة لإعادة ترسيخ بديهيات الثورة تلك.أما من لم يقتنع بما سبق فلا نطلب منه سوى نشر فكرة بسيطة وحقيقية ومهمة جداً للثورة مفادها "أنّ الثائر الذي يقاتل في أقصى حدود سوريا لن يكون في مأمن من بطش النظام حتى تحرير كل سوريا من بشار وعصابته،وأنّ تخفيف الضغط عن إخوته في المناطق البعيدة عنه اليوم هو دفاع عن نفسه في الغد " مع العلم أنّ الكثير يقاتل نصرة لإخوته طبعاً.ومدرسة غدر حافظ الأسد غنية عن التعريف،فلا يظنّ حتى حزب الاتحاد الديمقراطي أنه بعيد عن غدر النظام،لو أنّه يتفكّر !

محمد اللادقاني

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

معركة الساحل....بأخلاقكم "سننتصر" أو "ننهزم"

 

هذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها ثوار الساحل على قرى تنتمي للطائفة العلوية بامتداد كهذا،وبالتالي فإنّها ستكون التعامل  الأول من النوع الجديد بين ثوار سوريا الذين تسلّحوا وبين المناطق التي تُعتبر "الحاضنة الشعبية" أو الخزّان البشري "الأكبر" للعناصر المقاتلة مع النظام،سواءً النظامين منهم أو الشببيحة.وبالطبع فإنّ استخدام كلمة "الأكبر" لأنّ الجميع يعلم أن هناك من يقاتل مع بشار من الطائفة المسيحية والسنية وغيرهما.
بالطبع مايزال الثوار في بداية الطريق للسيطرة على الساحل فما زالت أمامهم عشرات النقاط الهامة ليتمكنوا من فرض سيطرتهم النسبية،وبالتأكيد فإنّ ماتتركه المعارك الأولى من نتائج وآثار عسكرية ونفسية وسياسية وحتى اجتماعية ينعكس على سير المعارك المتوالية.لذلك نرجو الله أن يكون أبطالنا مثالاً للحكمة في التعامل مع تلك المناطق العلوية كما كانوا مثالاً في الشجاعة والبطولة.
أعلم بأنّ البعض قد لايعجبه ما سأتحدث عنه،ولكنّي عاهدت الله أن أكتب ما أراه خيراً لسوريا وثورتها ودماء أهلها بغض النظر عن أي شيء أو شخص،وأرجو الله أن يكون ما سأكتبه صواباً.وأتمنى ممن يقرأ هنا،أن يُكمل للنهاية قبل إطلاق حكمه،.
تتحدّث الكثير من المقولات عن تورّط "جميع" أبناء الطائفة العلوية دون استثناء في القتل.الأمر الذي يبدو مخالفاً للمنطق.فمن غير الممكن أنّ  يكون هناك مليوني شخص علوي في سوريا قد تورّطوا بذلك بما يستحق العقاب.ولنضرب مثالاً بشريحة من مجتماعاتهم وهي شريحة الناس "العاديين".فقرى العلوية -كغيرها- تحتوي على آلاف الأشخاص العاديين،الذين همّهم الأول هو لقمة يومهم وزارعة أرضهم،والذين لم يأتيهم من خيرات النظام مايُذكر.وهذه النوعية موجودة في كل المجتمعات،ويوجد منها طبعاً في مجتمعات الطائفة السنية.وللذي قد يرفض هذا أقول :لو كان أبناء الطائفة السنية كلهم من نوع الثوار المخلصين الأبطال الذين نراهم لكانت قد حُسمت معركتنا مع النظام منذ أشهر عديدة.ولو أنّ مليون علوي قد وهبوا أنفسهم للقتال مع النظام كما يفعل الشببيحة منهم،لكان شهداءنا بالملايين ،ولما كان احتاجت عصابة بشار لإيران وحزب الله كي يرسلوا إلينا شياطينهم.وهنا،لا يهمني أن أناقش من يقول بأنّه لايوجد من العلويين ثواراً،ولكنّي أناقش من يقول بأنّهم جميعاً -ودون استثناء- قتلة.
هذا الأمر الذي لم يستطع عقل بشار الصغير أن يدركه في تعامله مع قرى ومناطق سوريا الأخرى، فكانت عصاباته تقتل وتغتصب وتروّع جميع الناس دون استثناء بمجرد انتمائهم لمنطقة ثائرة،على الرغم من أنّ بينهم من "العاديين" السنة الذين ذكرتهم ،أو حتى نسبة قليلة من الموالين له،حيث يظنّ بأنّه بذلك "يربي" الجميع أو يرهبهم،دون أن يستوعب أنّه بذلك يجعل هذه القرية أو البلدة معارضة لعصابته بشكل مطلق،وبأنه بتصرفاته هذه يدعم صفوف المعارضة المسلحة بأشخاص لم تعد تملك من الدنيا شيئاً إلا فرحة سقوط عصابة بشار وأذنابها،حيث يتحوّل أولئك الناس "العاديين" الذين كانوا لايهتمون بما يجري، إلى أشخاص "انتقاميين"،دون أن يُلامو على ذلك بعد أن نكّلت بهم عصابات بشار المتوحشة على أساس مناطقي أو طائفي فقط .
إنّ تجنب ثوار اللاذقية استراتيجية بشار تلك -دون تشابيه طبعاً-وتعاملهم بالطريقة التي كان يتعامل بها خالد بن الوليد وصلاح الدين،وبتوصيات الصدّيق أبو بكر لجيش المسلمين سيترك نتائجه الجيدة على الثورة كلها،وليس على الساحل فحسب.فأرجو أن نحاول قراءتها بعيداً عن أي حكم مسبق:
1-ضمان عدم تحول تلك"الفئة العادية" من أبناء تلك القرى إلى أشخاص "انتقاميين" يبحثون عن الانضمام إلى الشبيحة انتقاماً لما قد يحدث لهم بعد أن كان بعضهم يرفض أن يجنّد أبنائه في صفوف الشبيحة،أو يرفض تمركز الراجمات في قراهم لقصف القرى المحررة -وهذا معروف لثوار الساحل-سواء بسبب الخوف أو لأي سبب آخر.وذلك يعني عدم زيادة الشبيحة.وما يعني أيضاً توفير ولو معركة واحدة قد ننتصر فيها،ولكن نخسر بالمقابل العديد من خيرة شبابنا.
2-الكثير من المدن التي كان يخطط المسلمون الأوائل لاقتحامها كانت تفتح لهم أبوابها قبل أن يبادروا في الاقتحام لأن أخبار أخلاق الجيش الفاتح كانت تصل قبلهم،فينقلب سكان تلك المناطق على زعمائهم في اللحظة التي لايملكون فيها إلا الاختيار بين الطرفين. وذلك يعني أنّ شقّ صفوف الموالين للنظام سيتحقق من ذلك.
3-إنّ التعامل الجيد -طبعاً مع غير القتلة- مع المدنيين حتى الموالين للنظام منهم سيجعلهم يدركون أنّه قد أصبح عاجزاً عن حمايتهم،وبأنّ من مصلحنتهم التوقف عن الوقوف معه،ومايعني ذلك استسلامهم،أو لنقل انسحابهم من هذه المعركة الخاسرة تدريجياً في حال وجدوا أن انسحابهم حالياً هو أخفّ الاحتمالات ضرراً.أما إذا شعر أولئك الموالون أنّ مصيرهم حالك جداً سواء أوقفوا دعمهم لبشار أو استمروا به،فإنّهم بذلك سيستميتون بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم لأنهم سيكونون عندها مؤمنين أنّ الأسوء في انتظارهم.وقصة الشخص العلوي الذي قتل زوجته وأولاده،ثم قاتل حتى مات منذ أيام في ريف اللاذقية أكبر دليل على ذلك.
4-إنّ أي ممارسات خاطئة لاقدر الله قد يستلّغها النظام والخارج في اتهام الثورة والثوار،ووصف هذا التحرير بصفة طائفية بدلاً من الصفة "السياسية"،وذلك قد يكون بداية لتدخل قوات فصل دولية،قد تكون بداية لل"تقسيم".وما قد يعني ذلك آثار خطيرة لاقدر الله.
إن كان البعض  لم يقتنع بما ذَكرته عن الأشخاص "العاديين"،أو بالفقرات الأخرى، فلا أظنه يستطيع أن يرفض القاعدة التي تقول:بأنك عندما تحارب طرفاً آخراً، فاترك له دائماً منفذاً للهروب كي لايستميت ضدك،فيهلك بعد أن يجعلك تخسر أكثر بكثير من خسارتك بهروبه.
حفظ الله سوريا وأهلها وثورتها،وخلصها من سفاحها وعصابته.
 

محمد اللادقاني

الأربعاء، 3 يوليو 2013

كي لا تقتلنا أسلحة "الأصدقاء"



مع بداية بوادر "التسليح" القادم من "الغرب"،تتزايد المخاوف من تسببه بفتنٍ -لاقدر الله - بين الثوار.خصوصاً مع بعض الإشارات والتصريحات من هنا أو هناك،كتصريح رئيس فرنسا بأنّ على المعارضة استرداد المناطق التي سيطر عليها المتطرفون،حتى قبل أن يأخذ قراره الأخير بالتسليح،والذي لاندري لماذا تراجع عنه فيما بعد.
كنتُ قد نشرتُ ،منذ حوالي ثلاثة أشهر،أسطراً بعنوان "كي لانموت بأسلحتنا" ،وذلك ترقّباً لما كان يُنتظر من ذلك التسليح .لذلك أرغب الآن بإعادة نشر تلك السطور كما هي،مع التعديل في عنوانها فقط،راجياً الله أن تلقى طريقاً إلى قلوب الأخيار .والتي كانت:
(منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نستمع لتصريحات ووعود تتعهّد بتقديم دعم كبير ونوعي من السلاح إلى "المعتدلين" من الجيش الحر.وبعيداً عن التكهّنات بصدق هذه الوعود واحتماليات تنفيذها كلياً أو جزئياً،فإنّ علينا أن نهتم بما قد تسببه من آثار محتملة في حال تم تنفيذها بشكل واضح.
ربما ليس من الصحيح لوم الدول الغربية على نيتها دعم الجهات التي تظنّ أنها ترتاح لها،ولكنّ السيء في الأمر هو ذلك الطوفان الإعلامي الذي يتحدّث ليلاً نهاراً عن تفضيل "المعتدلين" وحصر التسليح بهم،والتحذير من "المتشددين"  لدرجة قد توحي للبعض بأنّ هذا السلاح سيُقدّم لمحاربة هؤلاء "المتشددين" قبل محاربة النظام،ولدرجة جعلتنا نستخدم هذه المصطلحات والتصنيفات،ونتعاطى معها.
بالتأكيد ستسبب هذه الأمور حساسيات لاترقى -إذا تُركت وشأنها- لدرجة تجعلنا نخشى كثيراً،ولكن مالا يغيب عن بالنا أنّنا نواجه نظام قد تمرّس بإشعال الفتن والشرّ والخبث على مدى أربعين عاماً،ليس على نطاق محلي فقط ،بل وإقليمي ودولي أيضاً،وبالتالي فإنّه لن يسمح لمثل هذه الفرصة أن تمرّ دون أن يستغلّها في محاولة إلقاء الفتن وممارسة خبثه.
بالتأكيد سيستغلّ النظام هذه الظروف لخلق فتن وتمثيليات تحرّض "المتشددين" على "المعتدلين"،والعكس طبعاً.وذلك على أمل أن يخلق خلافات أونزاعات تشغل الثوار وتضيّع هدفهم الأول في إسقاط العصابة.ومناقشة هذا الافتراض ليس لقلة الثقة بوعي الفئات المقاتلة،ولكن بسبب ثقتنا اللامحدودة بمهارة النظام وتمرّسه في خلق الفتن.
بالطبع ليس رفض التسليح هو الحلّ،في الوقت الذي يراقب العالم كلّه الدعم الكبير الذي يتلقاه بشار وعصابته،ويالتأكيد فإنّ الدول الأخرى لن تفهم مجتماتنا أكثر منّا.لذلك لابدّ من إيجاد إجراءات داخلية تخرج من صفوفنا،ومن جميع من يقف في صف الثورة ويخاف عليها للعمل في سبيل قتل أيّة اسباب أو بوادر فتن قد تقع،لاقدر الله.وعلى كلّ من يخشى على الثورة أن يجتهد في اقتراح وتنفيذ مايراه يخدم هذا الهدف.وهنا بعض الأفكار التي ربما تكون مفيدة:
1-إصدار تعهدات ومواثيق شرف من قبل قيادات وأفراد الجيش الحر التي من الممكن أن يتوّجه إليها الدعم مباشرة تتعهّد فيه بشكل واضح،بأنّ أيّ سلاح قادم،ومن أي جهة كانت،لن يكون إلا لتحرير الوطن والدفاع عنه وبأنّه من المستحيل أن يُرفع ضد أخوة الثورة والتضحية في يوم من الأيام،مهما وقعت خلافات فردية أو فكرية.وطبعاً يتوجب صدور بيانات وتعهدات من التيارات الأخرى-المتشددة في العرف الدولي- بهذا الخصوص لاتقلّ صراحةً ووطنية.وليس من الضروري أن تكون هذه التصريحات إعلامية بالقدر الذي يجب أن تكون حقيقية وتحقق هدفها.
2-نشر تحذيرات بشكل واسع بين الجميع،وخصوصاً الكتائب المقاتلة،من الانجرار إلى أية أمور أو حوادث من الممكن أن يختلقها النظام لخلق فتن هنا وهناك.
3-إنشاء لجنة من قبل شخصيات وطنية وإسلامية مقبولة لدى الجميع،ومشهود لها بالوطنية والنزاهة والصدق من قبل "المعتدلين" و "المتشددين" على حد سواء،بحيث تكون جاهزة ومهيئة للوصول إلى أيّ مكان تحدث فيه بوادر من ذلك النوع،لاقدر الله،وأن تكون قادرة على التواصل مع الجميع بسبب مصداقيتها وقربها من الجميع،وأن تبدأ فوراً .
وحدة الصف الداخلي هو مايجب أن نبقى نرعاه بأعيننا،فقد ثبت لنا خلال عامين أنّه لايشعر بالجراح إلا صاحبها)

محمد اللادقاني

الاثنين، 10 يونيو 2013

استعيدوا القصير في اللاذقية !


تتوالى الأخبار عن حشود عسكرية بشارية،مدعومة بقوات من حزب إيران "المنتصرة" إعلامياً على امتداد جبهات سوريا.وذلك نوعاً من التوظيف لما افتعلوه من انتصار "حاسم" في القصير بنظرهم،ليقولوا لنا:(نحن الذين انتصرنا عليكم في القصير ننتشر الآن على كل الجبهات كي نحصد منكم  انتصارات جديدة ستقرّب الحسم من سيدنا بشار ).وللأسف فقد ساهمنا بإعطائهم ذلك النصر الإعلامي.
يعمل حالياً حزب إيران على إيهامنا أنّه موجود مع النظام على امتداد الجبهات،على أمل أن يُحبط ذلك معنوياتنا،بينما يبحث مع سيده على افتعال انتصار جديد يخلقون زوبعته الإعلامية،علّها تكون الضربة القاضية لمعنويات الثوار.وتناسوا يقيننا بأنّهم ليسوا حالياً مجتمعين أقوى مما كان عليه النظام في بداية الثورة ،حين عجز عن كسر الثورة.
فهل نُلدغ من حجرنا مرة أخرى ؟ وهل نمنحهم انتصاراً جديداً بتسليط الأضواء على جبهات معينة،ثم ننادي أنّ مصير الثورة يتعلّق بمصير أحدها،في الوقت الذي يوجد غيرها العشرات على امتداد سوريا.
في سوريا الكثير من الجبهات الهامة،وهناك أحدها لم تُعطى إلى الآن الأهمية التي تستحق بسبب حساسيتها وتعقيداتها.والتي يستطيع الثوار في حال وجّهوا قواهم ودعمهم العسكري إليها،ودرسوا طريقة التعامل فيها،أن  يحققوا ضربة قوية للنظام عسكرياً وإعلامياً،بل ربما تكون البداية لقلب الموزاين قبل الطاولات !
جبهة الساحل ؛ ريف اللاذقية.....مساحات شاسعة منه بأيدي الثوار.وجبهته تمتلك ميزات وخصائص وعوامل لاتمتلكها جبهة أخرى.فأين ثوار سوريا والثورة منها؟
يسيطر ثوار الساحل سيطرة تامة على مناطق واسعة من ريف اللاذقية (تظهر في الصورة باللون الأخضر)،والتي يفصلها خط طويل يُشبه الحدود عن المناطق التي يسيطر عليها النظام (تظهر بالصورة باللون الأبيض)،والتي تحتوي على العشرات من النقاط العسكرية التي من الممكن ببساطة تدميرها انطلاقاً من مناطق سيطرة الثوار،على شرط توفر السلاح اللازم لذلك.
إنّ الضربات المحددة والمدروسة ستمنع التخوّفات التي يطرحها بعض الأخوة من قيام حرب أهلية هناك بسبب التركيبة الطائفية للمنطقة،فالهجمات والضربات المطلوبة،والتي يعوّل عليها لقصم ظهر النظام في الساحل،هي استهداف مراكزه العسكرية المتمثلة بالمراصد الممتدة (يظهر بعضها بالصورة باللون الأسود)على طول ذلك الخط الوهمي  الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الثوار،والكثير الكثير من النقاط العسكرية التشبيحية الهامة والمعروفة الأخرى،والتي بإمكان الثوار استهدافها من مناطق سيطرتهم دون أن يتقدموا ولو شبراً واحداً،ودون اشتباكات مباشرة ممتدة ،بل حتى دون الحاجة للسيطرة على مناطق وضيع كثيرة.الأمر الذي سيكون موجعاً جداً للنظام،سواء أمام الموالين أو المعارضين أو العالم.
إذاً، ليتوجّه من يريد الثأر العسكري والإعلامي للقصير إلى الساحل فوراً،وليتجه إلى خط التماس الأول هناك ليدعم بالسلاح أولئك الأبطال الحقيقين على خطوط المواجهة،والمرابطين أمام مراصد مدعومة بطيران شرس منعاً لأيّ تقدّم لعصابات النظام في المناطق التي حرروها بدمائهم.فلاحاجة لوسطاء كي يتم إيصال الدعم لخطوط التماس الأولى،فالطريق معروف،وكتائب خط المواجهة الأول معروفة.وهم متشوقون لوصول المدد الحقيقي والفعال من السلاح كي يدمّروا قبل كلّ شيء تلك المراصد العديدة التي تُذيق مناطقهم المحررة  مرارات القصف،دون تمييز بين مدنيين وعسكريين.خصوصاً أنّ هناك حالياً حشود كبيرة يعدّها االنظام على أمل اقتحام تلك المناطق المحررة.وستكون معركة كبيرة جداً،وهامة جداً ،تحتاج لوقوف كلّ ثوار سوريا مع إخوتهم فيها لعلّ الله يمكّنهم فيها من كسر أسياد اللؤم والإجرام.

محمد اللادقاني


الاثنين، 27 مايو 2013

إلى جنيف 2 ...بسقفٍ عالٍ فقط


يبدو بوضوح أّنّ الدول الكبرى قد قررت دفع -أو إجبار- النظام والمعارضة معاً للذهاب إلى جنيف 2؛حيث تعتبره بداية لنهاية المرحلة الحالية.
النظام فهم مايجري ،فسارع إلى مراوغة واضحة بإعلانه الموافقة على المشاركة في جنيف2  "من حيث المبدأ "،وأزال بذلك عن كاهله الكثير من الضغوط ،وأظهر نفسه أمام العالم،وكأنّه يريد حلاً.على الرغم أنّ بشار مازال متمسكاً بالكرسي إلى آخر رمق.وهذا ما لن يتغير طبعاً.فمن غير المتوقع من شخص كان أقرب إلى البلاهة،ثم تمّ استقدامه ليحكم بلداً كسوريا،ثمّ بقي يستمع إلى كلمة (منحبك) 11 عاماً، وهو -كما يبدو- مصدقاُ لها ؛من غير المتوقع من شخص كهذا أن يقبل بخروج يختلف عن خروج القذافي،لأنّه ببساطة لايقلّ جنوناً عنه.
ورغم ذلك فقد قبل نظام بشار أن يذهب لجنيف2 ،ولكن بسقف عالٍ جداً،لا يتحدّث عنه حالياً.فهو يريد  البقاء حتى 2014؛والترشح لفترة ثالثة،وتريد روسيا إبقاء أتباعها من نظامه الحالي ضمن أيّ تشكيل مستقبلي.
يبدو أنّ الائتلاف لن يستطيع رفض الذهاب إلى جنيف 2 .ورفضه سيضعه بمرمى الاتهامات والضغوط فوق العادية من قبل الأصدقاء قبل الأعداء.والمقلق،في حال قرر الائتلاف الرفض،أنّ يتمّ تركيب تشكيلة ضعيفة منه ومن خارجه للتفرّد بقرار الذهاب إلى جنيف،وحدوث أمور كثيرة هناك من فوق أو تحت الطاولة.بالإضافة إلى إمكانية حصول شق وشرخ في الائتلاف والمعارضة،والذي نحن حالياً في غنى عن تصديع رؤسنا به.
ربما يكون الأفضل في مثل هذه الظروف أنّ يتم التوافق على الذهاب إلى جنيف2 بسقفٍ عالٍ،لايقلّ عن سقف الثورة،ورسم خطوط عريضة وواضحة للوفد الذي سيذهب إلى هناك،بعد أن يُتفق على تلك الخطوط من قبل المعارضة والثوار معاً.وذلك بشكل مشابه لما قرر النظام الذهاب به،مع فارق الشرف طبعاً.وبالتالي فلا أحد سيضع اللوم على المعارضة بسبب سقفها العالي،والذي ليس بعيداً عن المواقف الحالية للكثير من الدول التي تضغط عليهم للذهاب إلى جنيف 2.كما أنّ الأرجح أن يكون مصير جنيف 2 هو الفشل،لأنّ بشار وبكلّ تأكيد لن يرضى بشبح فكرة التنحي،والمعارضة لن تستطيع أصلاً أن تتنازل عن سقف مطالبها،الذي لم تضعه هي أصلاً،وإنما قرره الثوار،وعدم مقدرتها على إقناع الثوار بأيّ قرارت تتخذها سيجعل الدول الهامة أوّل من سيقوم بتهميشها.وذلك طبعاً مع العلم أنّ رغبة كل ثائر أن يتم نجاح هذا المؤتمر بتحقيق مطالب الثورة،التي أصبحت معلومة للصغير قبل الكبير:رحيل بشار وجميع أركان نظامه.وكلّ ماعدا ذلك فمكن الممكن إعمال السياسة،والأخذ والردّ فيه.

محمد اللادقاني

السبت، 18 مايو 2013

الحذار....الحذار من لعبة روسيا في جنيف 2



لا يذكّرني مايجري من أخذٍ وردّ بين روسيا والأطراف الأخرى قبل المؤتمر المنتظر بين المعارضة والنظام،إلا بما يتعلّمه التجار منذ صغرهم ويداومون على ممارسته.فالتاجر الخطير يقوم بتقديم عرض سعره للزبون بعد أن يكون قد أضاف على تكلفة بضاعته ربحاً (اعتيادياً)،وربحاً آخراً (احتياطياً).فعلى افتراض كانت تكلفة القطعة 100 ليرة فإنّه يضع ربحاً اعتيادياً قدره 40 ليرة،وربحاً احتياطياً قدره 20 ليرة.وعندما يبدأ التفاوض مع الزبون فإنّه يسمح لنفسه بالخصم من الربح (الاحتياطي) فقط، بينما يوحي للزبون بأنّه يقوم بالخصم من الربح (الاعتيادي)،إكراماً للعشرة والجيرة و(بيعة آخر الليل).وفي حال كان الزبون صعب الإرضاء،فعندها يقوم التاجر بخصم الربح الاحتياطي كاملاً،بعد جولات من مناورة،وذلك كي يفرح الزبون بهذا،ويظنّ في قراراة نفسه أنّه قد انتصر وحصل على سعرخيالي،فيندفع لشراء تلك القطعة،وينسى السعر الحقيقي،ونوعية البضاعة.
هذا بالضبط ماتقوم به روسيا حالياً.حيث يبدو أنّ ربح روسيا (الاعتيادي) الذي تريده ،هو الحفاظ على الكثير من أركان نظام بشار كي تحفظ بهم مصالحا ونفوذها،بينما ربحها (الاحتياطي) هو بقاء بشار الأسد نفسه في السلطة.وهي تقوم بوضوح حالياً بالمناورة في ربحها (الاحتياطي) هذا،فنراها تصرّح أحياناّ تصريحات غامضة ك (نحن غير متمسكون بأشخاص)،بينما تدافع عن بقائه في مواضع أخرى،وذلك من باب المناورة،كي لاتُغلق باب التفاوض على (رحيل بشار) بسبب رفض المعارضة القطعي لبقائه.وكلّ ذلك يصب في اتجاه تلك المناورة،بحيث تشغل العالم والمعارضة والسوريين بذلك،مع محاولة إعطاء بشار دفعات قوة في هذه الأيام،بهدف دعم مساومتها عليه،إلى أن يأتي موعد المؤتمر،وتبدأ المفاوضات،وتُعلن روسيا حينها أنّها مستعدة للتخلي عن بشار شرط أن يبقى الكثير من أركان نظامه،واهمةً أنّها ستجعل المعارضة والسوريين يعتقدون أنّهم قد حققوا مكسباً كبيراً برحيل ذلك المجرم ،وبأنّ حجم هذا التنازل من قبلها سيوهمهم أنّهم قد ربحوا المعركة،لينساقوا للحلّ بعد أن أنساهم ماجرى أنّ الأهم من رحيل بشار هو رحيل أركان عصابته وشبيحته،الذين هم أشد خطراً على سوريا وأهلها من ألف أهبل كبشار الأسد.
رحيل بشار وأركان نظامه مطلب واحد لايجب تجزئته من قبل أي طرف،وإلّا فإنّنا مقبلون على ماهو أدهى وأمرّ،وذلك بدخول البلاد في صراعات وانتقامات وحشية في حرب داخلية باردة.وإنّ رأي الثوار واضح بعدم القبول إلا برحيل بشار وكافة أركان نظامه ممن شرب من دمائنا خلال عامين،ولن تمر ألاعيب تجار روسيا،فالثوار سيُسقطون أي معارضة تقبل بفصل بشار عن أركان عصابته.و،هذا الشرط يجب أن يبقى العنوان الأول،سواء قبلت بعض أطراف المعارضة الدخول في المؤتمر أم رفضت،وهو مايجب أن تبقى مصرّة عليه،لأنه لاخيار لديها غيره.

محمد اللادقاني

السبت، 4 مايو 2013

نحن شركاء في دم أهلنا


                                      


يالله.....يالله.....نُقتل،ونُحرق،ونُغتصب،ونموت،ونموت،ونموت،ولايشبعون من دمنا.....نتعب من صور القتل،ولايتعبون من صناعته.........ننام على أمل أن تكون آخر مجزرة،ويستيقظون على أمل أن يصنعوا المجزرة.
ليسوا هم وحدهم المجرمين،فنحن شركاء معهم....نعم والله،ليست مبالغة ولا بلاغة،بل هي الحقيقية....فنحن شركاء في قتل أهلنا.
شركاء،عندما نترك مجالاً للنقاش والخلاف حول موعد بداية الثورة،ونفتح باب الحساسيات بين أبناء مدننا !
شركاء عندما نعطي تعليماتنا لمن يعملون معنا على الأرض ألّا يرسلوا الفيديوهات والأخبار إلّا لمجموعتنا أو صفحتنا،بل ونهددهم إن خالفونا !
شركاء،عندما يحارب إعلاميُ في الثورة إعلامياً آخر خوفاً أن يظهر على التلفزيون أكثر منه !
شركاء،عندما لانرضى إلا أن نموّل الكتائب التي يتبع ولاءها لنا،دون أن نسأل من هو على خط التماس الآن،ويستحق الدعم حقاً !
شركاء عندما نسمح لخلافاتنا السياسية أن تنعكس على أبطالنا الأحرار الذين خرجوا لتحرير سوريا !
شركاء،عندما نسمح لأنفسنا أصلاً أن نبني "ولاءات" بين الثوار المقاتلين !
شركاء،عندما ندافع بكل شراسة عمياء عن أحبابنا أو أقاربنا إن اختلف معهم أحد،ونقف معهم،حتى لو كان الطرف الآخر أقرب لخير الثورة والثوار منهم !
شركاء عندما نكون مستعدين لتشويه تاريخ وسمعة أحدنا،كي لايقفز ويأخذ كرسي تافه ،كانت عيننا عليه،حتى وإن رأينا أنّه من الممكن أن يُفيد الثورة !
شركاء لأنّ بعضنا ينهش في لحم أخيه بمجرد أنّ الله قد أختصه ببعض المواهب دونه !
شركاء،عندما نستخدم صفحات وتنسيقيات الثورة للتشهير بأخطاء بعضنا،بدل النصح فيما بيننا !
شركاء،عندما نهتم بأنّ يكون نشرنا للفكرة أو المقالة حصري في صفحتنا المبجلة،ونرفض أن ينشرها مكان آخر،حتى ولو كانت الفكرة مفيدة للثورة وسوريا.
شركاء،عندما نبرر أخطاء من هو من "جماعتنا"،ونشنّع خطأ من هو ليس من "جماعتنا" !
شركاء عندما نرضى بمشاهدة أعدائنا مجتمعين على الباطل،ونحن مفترقين على الحق !
شركاء عندما ننظر للثورة على أنّها فرصة يجب علينا استغلالها ليسجل التاريخ بطولاتنا الوهمية !
شركاء،عندما نظنّ أنّ الثورة هي ثورتنا وحدنا،وكلّ ثائر آخر تلميذ في مدرستنا الثوريّةّ !
شركاء عندما نرى أنّ رأينا الصواب دائماً،ولانناقش ولانستمع لغيره !
شركاء عندما نضع مصلحتنا أولاً،ثم مصلحة الثورة ثانياً،ظنّاً منّا بأنّ هذا "تذاكي" يدلّ على عقول ثورية فذّة.
شركاء عندما نعلم أنّنا قد أخطأنا في رأي يخصّ الثورة ،ومع ذلك لانغيّره خوفاً على سمعتنا الثورية !
شركاء عندما نتحدث،ولو نصف كلمة،بإقليمية ضيقة عن مدينة أخرى،ولاندري ماذا قد تفعل تلك الكلمة في نفوس الآخرين !
نعم نحن شركاء؛ولكنّ الفرق بيننا وبين أولئك الذين غرقوا في بحر دمائنا أنّ طريق عودتنا مازال مفتوحاً،وما زال أمامنا هامش صغير كي نستيقظ،ونصحح،ونقتص من قتلة أهلنا.....مازال أمامنا وقت يتضاءل كل ثانية،كي نراجع حساباتنا،ونرصّ صفوفنا،ونصحح أخطاءنا،ونعمل بأقصى طاقتنا لأجل ثورتنا،وكي ندرك ونخبر من حولنا،أنّه لامجال  أمامنا إلا أن نكون معاً،ونناضل معاً،ونقاتل معاً،ونستشهد معاً ،وننتصر معاً،أو أنّ السكين ستأتينا قريباً،ولكنّها لن تكون كالتي قتلت شهداءنا،بل ستكون مسنونة بشهوتنا وحمقنا ونرجسيتنا وقبحنا وحبنا للظهور ،وستجعلنا نخسر الآخرة قبل الدنيا.
اللهم أعنّا على أنفسنا حتى نستحق نصرك الذي وعدت.

محمد اللادقاني

الخميس، 25 أبريل 2013

من الطائفة العلويّة السوريّة إلى الطائفة الشيعية اللبنانية



تُرى هل شاهد حزب إيران إصرار السوريين على إفشال الفتن الطائفية بينهم خلال عامين ،فظنّ أنّ رميه بثقله الكامل والعلني مع النظام لن يتسبب بحرب سنيّة-شيعية في المنطقة،أم أنّه ينفّذ أوامر صريحة لخلق فتنة طائفية صرفة بعد أن فشل نظام بشار بخلقها داخل سوريا !
إنّ موضوع الشيعة في لبنان مختلف عن العلويين في سوريا.فعلى مدى أربعين عاماً،والسوريون يراقبون ويعايشون يومياً أساليب وطرق النظام في التغلغل في سوريا،وتشيده لحجارته الطائفية فيها،وعندما بدأت الثورة كان يؤمن الكثير من السوريين أنّ النظام هو السبب الأكبر في العمل على تجنيد وتوريط الطائفة،وأنّه قام بذلك تحسّباً لمثل هذه الايام.كما كان لتورّط أشخاص كثر من الطائفة السنيّة والطوائف الأخرى مع النظام أثرّ كبير في ترسيخ ذلك،وتفكيك صورة الترابط الكامل بين النظام والطائفة إلى حدّ ما.فكان ذلك أحد الأسباب الهامة لإخماد الكثير من نيران مواجهات طائفية صرفة.
أما مدى ترابط  شيعة لبنان مع حزب الممانعة فهو أمر لم يعايشه ثوار سوريا ولايعرفون مداه،ولن يستطيعوا أن يفرّقوا في أذهانهم بسهولة بين حزب الله من جهة،وبين مناصريه الشيعة في القرى التي يقوم الحزب باستهداف سوريا منها من جهة أخرى.كما أنّ الثوار لايملكون الأسلحة التي تسمح لهم بالتحديد الدقيق للنقاط التي ينطلق حزب إيران منها لاستهداف سوريا وأهلها.ومن الصعب أن تطلب من أشخاص يموتون ويموت أهلهم ألّا يرموا مابأيديهم من أسلحة على الجهة التي يأتيهم منها القتل والقتلة.
بالطبع نحن نحاول فهم وشرح الصورة،ولانتمنى للشرفاء من شيعة لبنان مالا نرضاه لأنفسنا،ولكن حزب الممانعة هو من يعمل على صنع صورة مستقبلية قاتمة،مالم يتوقف عن الجنون الذي يفعله بكلّ وقاحة.
والسؤال الآن:من بيده الحلّ؟
على شيعة لبنان أن يدركوا أنّ الخاسر الأكبر في كل مايجري سيكون هم،سواء في القريب من الأيام أو البعيد منها،فإيران البعيدة التي أعطت أوامرها لحزب الله لا تهتم بآثارها المدمرة التي من الممكن أن تجرّها على الشيعة العرب طالما أنّها قد تستفاد ولو بورقة سياسية واحدة من هذا الأمر.ولو أنّ  الحزب بقي على دعمه لعصابات بشار في الخفاء لكان من الممكن القول ربما بأنّه يهتّم بمصير الشيعة أكثر من ولائه لإيران،ولكنّه قلب طاولة ممانعته،وأعلن أنّه إيراني بامتياز،أكثر من كونه شيعياً عربياً.لذلك نأمل حقّاُ أن نشهد ثورة شيعية وطنية داخل الطائفة الشيعية نفسها ضده،بعد أن أثبت بوضوح أنّه لايهتم لا لمصير لبنان ولا للشيعتها بقدر مايهتم بتنفيذ مصالح إيران،ولو كان ثمن ذلك رمي الشيعة وإقحامهم في صراع،لاناقة لهم فيه ولاجمل،مع إخوتهم وجيرانهم في سوريا،وجرّهم إلى دمار في الحاضر،وعزلة حقيقية في المستقبل.فمن المؤكد أنّ تحوّل الأمر إلى مواجهة سنية-شيعية بين عرب وعرب بأوامر لاعربية،والتجييش الطائفي لها،سيتسبب بويلات على كلا الطرفين،سيكون الطرف الشيعي العربي هو الخاسر الأكبر سواء رمت إيران بثقلها أو بنصفه.
كما يبدو أنّه على القوى اللبنانية أن تدرك أنّ هذا هو الوقت الصحيح كي تضع أيديها بأيدي عقلاء الشيعة لنزع فتيل الطائفية داخل لبنان قبل خارجها ،والذي أشعله حزب الممانعة ورماه خارج حدوده،مصدقّاً ربما سايكس بيكو بأنّها حدود حقيقية،وبأنّ إشعال النيران خارجها سيحميه من  لظاها !

محمد اللادقاني

الخميس، 28 مارس 2013

كي لانموت بأسلحتنا

 

منذ فترة ليست بالقصيرة ونحن نستمع لتصريحات ووعود تتعهد بتقديم دعم كبير ونوعي من السلاح إلى "المعتدلين" من الجيش الحر؛في الوقت الذي يراقب العالم التقدّمات المميّزة للثوار على الأرض،والتي يشهد العالم على بطولة وشجاعة أصحابها.
وبعيداً عن التكهّنات بصدق هذه الوعود واحتماليات تنفيذها كلياً أو جزئياً،فإنّ علينا أن نهتم بما قد تسببه من آثار محتملة في حال تم تنفيذها بشكل واضح.
ربما ليس من الصحيح لوم الدول الغربية على نيتها دعم الجهات التي تظنّ أنها ترتاح لها،ولكنّ السيء في الأمر هو ذلك الطوفان الإعلامي الذي يتحدّث ليلاً نهاراً عن تفضيل "المعتدلين" وحصر التسليح بهم،والتحذير من "المتشددين"  لدرجة قد توحي للبعض بأنّ هذا السلاح سيُقدّم لمحاربة هؤلاء "المتشددين" قبل محاربة النظام،ولدرجة جعلتنا نستخدم هذه المصطلحات والتصنيفات،ونتعاطى معها.
بالتأكيد ستسبب هذه الأمور حساسيات لاترقى -إذا تُركت وشأنها- لدرجة تجعلنا نخشى كثيراً،ولكن مالا يغيب عن بالنا أنّنا نواجه نظام قد تمرّس بإشعال الفتن والشرّ والخبث على مدى أربعين عاماً،ليس على نطاق محلي فقط ،بل وإقليمي ودولي أيضاً،وبالتالي فإنّه لن يسمح لمثل هذه الفرصة أن تمرّ دون أن يستغلّها في محاولة إلقاء الفتن وممارسة خبثه.
بالتأكيد سيستغلّ النظام هذه الظروف لخلق فتن وتمثيليات تحرّض "المتشددين" على "المعتدلين"،والعكس طبعاً.وذلك على أمل أن يخلق خلافات أونزاعات تشغل الثوار وتضيّع هدفهم الأول في إسقاط العصابة.ومناقشة هذا الافتراض ليس لقلة الثقة بوعي الفئات المقاتلة،ولكن بسبب ثقتنا اللامحدودة بمهارة النظام وتمرّسه في خلق الفتن.
بالطبع ليس رفض التسليح هو الحلّ،في الوقت الذي يراقب العالم كلّه الدعم الكبير الذي يتلقاه بشار وعصابته،ويالتأكيد فإنّ الدول الأخرى لن تفهم مجتماتنا أكثر منّا.لذلك لابدّ من إيجاد إجراءات داخلية تخرج من صفوفنا،ومن جميع من يقف في صف الثورة ويخاف عليها للعمل في سبيل قتل أيّة اسباب أو بوادر فتن قد تقع،لاقدر الله.وعلى كلّ من يخشى على الثورة أن يجتهد في اقتراح وتنفيذ مايراه يخدم هذا الهدف.وهنا بعض الأفكار التي ربما تكون مفيدة:
1-إصدار تعهدات ومواثيق شرف من قبل قيادات وأفراد الجيش الحر التي من الممكن أن يتوّجه إليها الدعم مباشرة تتعهّد فيه بشكل واضح،بأنّ أيّ سلاح قادم،ومن أي جهة كانت،لن يكون إلا لتحرير الوطن والدفاع عنه وبأنّه من المستحيل أن يُرفع ضد أخوة الثورة والتضحية في يوم من الأيام،مهما وقعت خلافات فردية أو فكرية.وطبعاً يتوجب صدور بيانات وتعهدات من التيارات الأخرى-المتشددة في العرف الدولي- بهذا الخصوص لاتقلّ صراحةً ووطنية.وليس من الضروري أن تكون هذه التصريحات إعلامية بالقدر الذي يجب أن تكون حقيقية وتحقق هدفها.
2-نشر تحذيرات بشكل واسع بين الجميع،وخصوصاً الكتائب المقاتلة،من الانجرار إلى أية أمور أو حوادث من الممكن أن يختلقها النظام لخلق فتن هنا وهناك.
3-إنشاء لجنة من قبل شخصيات وطنية وإسلامية مقبولة لدى الجميع،ومشهود لها بالوطنية والنزاهة والصدق من قبل "المعتدلين" و "المتشددين" على حد سواء،بحيث تكون جاهزة ومهيئة للوصول إلى أيّ مكان تحدث فيه بوادر من ذلك النوع،لاقدر الله،وأن تكون قادرة على التواصل مع الجميع بسبب مصداقيتها وقربها من الجميع،وأن تبدأ فوراً .
وحدة الصف الداخلي هو مايجب أن نبقى نرعاه بأعيننا،فقد ثبت لنا خلال عامين أنّه لايشعر بالجراح إلا صاحبها.

محمد اللادقاني

الخميس، 14 فبراير 2013

الخوارزمي والتتار وثورتنا !

 

كنتُ أظنّ أنّ قطز هو أول من انتصر في معركة كبيرة وحاسمة على التتار،إلى أن قرأت عن رجل آخر اسمه جلال الدين الخوارزمي،والذي حارب التتار وحقق نصراً كبيراً عليهم قبل قطز بحوالي أربعين عاماً.
جلال الدين الرومي هو ابن السلطان علاء الدين الخوارزمي،ذلك السلطان الذي تمت هزيمته وزوال دولته على أيدي التتار،فهام على وجهه في البلاد،وعهد قبل موته لابنه جلال الدين بالسلطنة.
بدأ جلال الدين بتوحيد الصفوف لمحاربة التتار والانتصار للدماء والأعراض التي أنتهكوها،فجمع الكثير من الأحرار والأبطال الذين احترقت قلوبهم على ماجرى للبشر والحجر.ورغم أنّه قد بدأ مع قلة قليلة إلا أنّ قيامه بتجميع الناس على هدف دحر التتار أمكنه من تحقيق انتصاراً عظيماً عليهم في معركة كبيرة،جعلت أحلام زعيم التتار جنكيزخان-جد هولاكو- تهتز خوفاً.وكان ذلك في عام 1221 ميلادي
كان مجرد انتشار خبر هزيمة التتار نصراً كبيراً ثارت بسببه مدن عديدة ضدهم بعد أن ظنّت أنّ يوم الخلاص والحرية قد اقترب،ولكن للأسف فقد حدث أمراً مريعاً كسر حلم الخلاص القريب........فما الذي جرى؟!
الاختلاف والفرقة....نعم،هذه هي التي كانت القاصمة،فبعد النصر الأول والكبير الذي حققه جلال الدين وجيشه بدأت الخلافات بين "الزعامات"،وعوضاً أن يزيدهم نصرهم قوة وأملاً لتحرير أهلهم الذين كانوا يذوقون الوبال والعذاب،فقد فرقت شهوات الزعامة والمال وحبّ الظهور والغنائم قلوبهم وباعدت صفوفهم،فكان أن تمزّق الجيش وانسحب أحد أكبر قادته وجنده وترك الأمير الخوارزمي ليواجه جيش التتار وحيداً.ورغم توسل الخوارزمي إليه كثيراً بالبقاء إلا أنّه أصرّ على التخلي عن مسؤوليته التاريخية،ولم يأبه حتى بدموع الأمير التي نزلت وهو يذكّره بماقد يفعله جيش التتار من دمار بالبلاد والعباد والتي هي بلاده وبلاد أهله كما هي بلاد الأمير الخوارزمي وجيشه.
ثم كان ماكان من هزيمة ساحقة للأمير الخوارزمي على يد المغول،وكان ماكان من توسعٍ هائل للمغول لمدة أربعين عاماً.واحتل فيما بعدها هولاكو دمشق وحلب وحمص،وكاد أن يصل إلى مصر،إلى أن جرت معركة عين جالوت -عام 1260-وانتصر فيها القائد بيبرس والسلطان قطز على جيش هولاكو في معركة عظيمة،وبدؤوا بعدها بتحرير البلاد.
إنّ مجرد ذكر القصة،دون أي تعليق أو تعقيب،يكفي لكي يوصل الهدف من ذكرها الآن،وليشرح أي وبال وألم ينزل بالمختلفين والمتنازعين في الوقت الذي يذوق قومهم الويل والعذاب على أيدي عدو واحد مشترك،تكفي شروره لتوحّد قلوب أعتى الأعداء،فمابالك بأبناء البلد الواحد ! ورغم ذلك فإنّ الموقف والكارثة التي قام بها ذلك القائد تستدعي الوقوف عندها وتأملها وتأمل تصرفه طويلاً بعد أن ترك الخوارزمي وحيداً في تلك المعركة وكان السبب الأول في هزيمته.
ليتنا نستطيع أن نعرف شعوره وإحساسه بعد أن قضى المغول على الخوازمي ووقعت بلاد المسلمين بعد ذلك في أيديهم لأكثر من أربعين عاماً،فهدموها وقتلوا أهلها واستباحوا كل شيء فيها.تُرى ماكان شعوره عندما كانت تصله أخبار اغتصاب حرائر بلاده ! ليتنا نستطيع حقاً أن نمسك كتفيه ونهزّه ونقول له بلهجة اليوم:(انبسطت هيك).
ليتنا نستطيع أن نصرخ بوجه كل من يعمل للثورة الآن ،ويعمل في نفس الوقت لمجده ونفسه،ثم يرجّح كفة مصلحته في حال تعارضت مع مصلحة الثورة والثوار،ليتنا نستطيع أن نصرخ في وجهه ونخبره أن استمراره في نذالاته ستحرقنا جميعاً وتحرق سوريتنا وسوريته،قبل أن تحرقه وحده في جهنم الآخرة.
لا أدري ماهي الأوصاف التي كانوا يستخدموها في ذلك الزمان لمن كان يقاتل المغول،ولكنّي أعلم أنّه يسمى في وصف زماننا ب(ثائر) ضد المغول.بالطبع قبل أن يتخلى عن ثوريته ومسؤوليته وشرفه.
نعم فلقد كان "ثائراً" قاتل المغول وشارك في تحقيق الانتصار الأول على المغول،ولكنّه عندما وضع  حبّه للظهور والزعامة والمال في ميزان واحد مع مصالح الثورة والثوار ،فإنّه لم يستطيع مقاومة أهوائه ورجّح كفتها،بل  وربما لم يكن في خاطره أن نذالته وتخاذله في ذلك الموقف سيجرّ كل ذلك الوبال الفظيع على بلاده وبلاد المسلمين والعرب.وربما لو علم ماسيجري لما ترك الخوارزمي وحيداً مهما جرى،تماماً كما هو حال البعض الآن عندما يقولون لأنفسهم:وماذا ستؤثر بعض الأنانية والتسلق بما يسمح لي  ببناء مستقبلي طالما أنّي أعمل للثورة كذلك !
لايكفي أن نكون ثواراً وحسب،فاختبار الثائر بعد أن رضي بتحمل مشقة ثورته هو الأكبر،ومن لم يضع مصلحة سوريا والناس والثورة قبل شهوات السلطة والزعامة والمال بدرجات كثيرة كثيرة،فسيأتي اليوم الذي سيعضّ على يديه بعد أن قتل ثوريته وأحرق نفسه ومن حوله .وعندها سيكون،ولات ساعة مندم!

محمد اللادقاني

الثلاثاء، 1 يناير 2013

إلى الشيخ معاذ ....الآن فلنفاوض روسيا


يتحدّث الكثير من الثوار بأنّ العالم كله شريكٌ في قتلنا؛فبعضه يقتلنا بمشاركته ودعمه للنظام،وبعضه الآخر في صمته العجيب ضد فظاعة إجرامه.
روسيا وإيران بالطبع من شركاء النظام المباشرين بالقتل،والاختلاف بينهما يكمن بأنّ دعم روسيا للنظام هو لأجل الحفاظ على مصالحها وربح بعض المكاسب،بينما إيران تعتبر قضية النظام في سوريا هي قضيتها وتعتبره امتداداً لها،وهنا جوهر الاختلاف الذي يجعل روسيا مستعدة لبيع بشار بين ليلة وضحاها.
إنّ تضارب تصريحات روسيا وتناقضها يتبع لاختلاف القراءات اليومية القادمة من أرض سوريا،فالنظام الروسي يبحث عن صفقة بشكل يكسب أي شيء ولو كان ثمنه دماء السوريين،والتي هي آخر همه.
كان موقف رئيس الائتلاف الوطني تجاه روسيا جيداً ويرسل رسالة قوية بأنّ الثورة تتقدم وكلمتها هي القادمة بإذن الله،وبأنّ أهداف الائتلاف مصدرها الثوار،ولكنّ ذلك لايعني أن نتمسك بهذا الموقف طويلاً،ونترك روسيا تذهب أكثر مما هي عليه حالياً في دعم بشار.
الجيش الحر يتقدم ويفرض سيطرته،ويبدو أنّ الحسم له بإذن الله،ولكن في المقابل يرتكب النظام مآسي ومجازر في كل ساعة،تفرض علينا محاولة المساعدة في إسراع الحسم،سواء بتأمين سريع لدعم قوي ونوعي للجيش الحر أو بإضعاف الدعم عن جيش بشار.وبما أنّ صعوبات تواجه التنفيذ الكامل للخيار الأول حالياً،فلابد من عملنا على الخيار الثاني من خلال تسوية ما مع روسيا،على شرط أن يكون ذلك بسقف الثورة نفسه الذي أعلنه الثوار،وبعدم القبول بأية تسوية من الممكن أن يكون فيها بشار وأفراد عصابته.
للأسف نحن مضطرون لتمرير مصالح البعض والقيام بتسويات مع البعض،سواء أردنا ذلك أم لم نرده،وسواء كانت هذه التسوية مع أطراف من أنصار النظام أو من معسكر أصدقاء سوريا،فنحن لانستطيع الوقوف في وجه العالم كله،والذي يعتقد الكثير من الثوار بأنّه-كلّه-شريك،بشكل ما،في قتلنا.وبالتالي لايهم مع أيّ طرف كانت هذه التسوية طالما أنّنا متمسكون بمبادئ الثورة وسوريا،وطالما أنّنا لانقدّم تنازلات سيادية أو وطنية،وطالما أنّه لا أحد يقدّم لنا شيء دون مقابل حالي أو قادم كما يقول الكثيرون.وهذا يحتاج لفهم دقيق من الأخوة المتحدثين حالياً باسم الثورة.
ليس خطأً أن يتوجّه الشيخ معاذ وزملائه إلى أيّ مكان،وأن يتحدثوا ويتفاوضوا مع أيّ أحد،طالما أنّهم متمسكون بأهداف الثورة،وملتزمون بقضيتها،وطالما أنّ الثوار يقفون بجانبهم،فإنّهم الآن يتحدثون باسم ثورة عظيمة تتقدم نحو نصرها،ويستطيعون أكثر من أي وقت مضى التحدّث بثقة،وفرض ماتريده الثورة،مع بعض المناورات،فالهدف إيقاف دماءنا والتخفيف من مآسي أهلنا بالإسراع في الحسم قدر المستطاع،وليس هدفنا الحسم فقط.والذي نرجو الله أن يجعله قريباً.

محمد اللادقاني