كثُرت الأخبار والتوقعات عن احتمال تراجع بشار إلى الساحل وتحصّنه وإعلانه قيام دويلة علوية مستقلة فيه؛حتى وإن لم يتمّ ذكر صفة (علوية) صراحةً.وبالرغم من غرابة هذا الطرح ووضوح أثاره المدمرة على أصحابه أكثر من الآخرين،إلّا أنّ بشار قد أفقدنا القدرة على تخمين تصرفاته وأفعاله ،حيث أثبت خلال سنتين أنّ تفكيره لايختلف كثيراً عن ضحكته! لذلك يتوجّب علينا التوجّه إلى البعض من أهل الساحل المناصرين لهذا المشروع وإلى العقلاء والشرفاء منهم ليتحركوا ضدّه ويثوروا،حتى وإن كان ذلك في لحظات متأخرة،ولكنّها ستكون لحظات هامة وحاسمة قد تجنّب الجميع بداية مرحلة جديدة من الويلات.فكارثية هذا الخيار ستكون مدمرة على الجميع وخاصة على أصحابها هذه المرة،على الرغم أنّها ستنال الكثير من أهل المناطق الساحلية الثائرة وكلّ سوريا في حال وقوعها لاقدّر الله.لذلك نوجّه حديثنا لهم ونقول:
هل تظنون أنّ بشار سيتمكّن من حماية دويلته المفترضة بعد أن فشل في القضاء على ثورة بدأت سلمية،وبأنه سيهزم أبناء تلك الثورة أنفسهم بعد أن يصبحوا كتلة واحدة متجانسة ،وتتزايد أعدادهم أضعافاً مضاعفة ويتنظموا.خصوصاً مع وجود حدود طويلة بين المنطقتين؟!
وهل تظنون أنّهم سيفرحوا بدولتهم الجديدة ويتناسوا أنّ من قتل أبناءهم وأهلهم وإخوتهم خلال سنتين كاملتين هم على بعد كيلو مترات ،ثمّ يتركوهم يتنعّمون ويحكمون جزء من سوريا بعد أن باع هؤلاء الثوار لأجلها أرواحهم،ودفع أهلهم دماءً مازالت تفوح عطراً وناراً!؟
كأنّ تراجع بشار وأفراد عصابته إلى الساحل سيقول للثوار بأنّ جميع شبيحة سوريا الذين قتلوا أهلها على مدى سنتين هم الآن في هذه المنطقة الجغرافية المحدودة والمعروفة الحدود .مما سيضع تلك المناطق في موضع العدوّ الأول لهم،وربما يعمل البعض على محاولة هدمها،ليس لأنّها ذات أغلبية علوية،بل لأنّهم سيعتبرونها قد أصبحت وكراً للشبيحة -المنتميين لكلّ الطوائف-الذين تجمّعوا فيها بعد أن كانوا منتشرين على طول سوريا وعرضها،وسيكون ذلك طبعاً خيانة ثانية من بشار لأبناء طائفته باستخدامه لهم كدروع بشرية لحماية نفسه وشبيحته،بعد خيانته الأولى لهم بزجّ أبنائهم في صراع خاسر،فقدوا فيه الكثير،وبعد أن خان سوريا كلها.
لا أقول ذلك تهديداً،فأنا لا أملك سوى كلماتي،وإنّما هذا هو المتوقع في حال قرر البعض الانجرار إلى تلك الخطيئة القاتلة بإقامة تلك الدويلة.وحينها لا تتوقعوا أنّ دعماً روسياً أو إيرانياً سيمنع الثوار من التقدم للساحل.فلو أنّ ذلك الدعم كان مفيداً لكان قد ساعد بشار سابقاً ،وماكان بينكم حينها.وإنّ ماجرى بين إسرائيل وغزّة سيخبركم مايعني أن يكون لك حدوداً مشتركة وممتدة مع بلد يكرهك كل من فيه،ويحكمه أشخاص تساوى عند بعضهم الحياة والموت.فما بالكم ببلد قتل زعيمكم منه أكثر من أربعين ألف شهيد ،وعذّب واعتقل واغتصب،وفعل مايعحز عن فعله البشر.بلدٌ فيه رجال أذهلوا العالم كلّه ببطولاتهم التي شابهت الخيال.
كلّ ذلك ولم نتحدث بعد عن شمال الساحل الذي هو بأيدي ثوار اللاذقية الأبطال الآن،ولم نحكي عن سخط تركيا لهكذا كيان سيحرك نوازع الانفصال في سكانها الجنوبيين للاتحاد معه.وذلك يعني أنّ حدود دويلتكم الشمالية لن تقلّ خطراً عن حدودها الشرقية،وسيكون لديكم فيها عدوين هائلين.
أظنّ أنّ ماتوالى من أحداث يكفي ليخبركم أنّ بشار سينتهي بإذن الله،وكلّ مايقوم به وتساعدونه فيه ليس إلا تأخيراً لموعد تلك النهاية رغم بشاعته ومأساويتة.لذلك نرجوكم،ثمّ نرجوكم،ثم نرجوكم ،أن تتركوه هذه المرة يذهب وحيداً !
محمد اللادقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق