تتوالى الأخبار عن حشود عسكرية بشارية،مدعومة بقوات من حزب إيران "المنتصرة" إعلامياً على امتداد جبهات سوريا.وذلك نوعاً من التوظيف لما افتعلوه من انتصار "حاسم" في القصير بنظرهم،ليقولوا لنا:(نحن الذين انتصرنا عليكم في القصير ننتشر الآن على كل الجبهات كي نحصد منكم انتصارات جديدة ستقرّب الحسم من سيدنا بشار ).وللأسف فقد ساهمنا بإعطائهم ذلك النصر الإعلامي.
يعمل حالياً حزب إيران على إيهامنا أنّه موجود مع النظام على امتداد الجبهات،على أمل أن يُحبط ذلك معنوياتنا،بينما يبحث مع سيده على افتعال انتصار جديد يخلقون زوبعته الإعلامية،علّها تكون الضربة القاضية لمعنويات الثوار.وتناسوا يقيننا بأنّهم ليسوا حالياً مجتمعين أقوى مما كان عليه النظام في بداية الثورة ،حين عجز عن كسر الثورة.
فهل نُلدغ من حجرنا مرة أخرى ؟ وهل نمنحهم انتصاراً جديداً بتسليط الأضواء على جبهات معينة،ثم ننادي أنّ مصير الثورة يتعلّق بمصير أحدها،في الوقت الذي يوجد غيرها العشرات على امتداد سوريا.
في سوريا الكثير من الجبهات الهامة،وهناك أحدها لم تُعطى إلى الآن الأهمية التي تستحق بسبب حساسيتها وتعقيداتها.والتي يستطيع الثوار في حال وجّهوا قواهم ودعمهم العسكري إليها،ودرسوا طريقة التعامل فيها،أن يحققوا ضربة قوية للنظام عسكرياً وإعلامياً،بل ربما تكون البداية لقلب الموزاين قبل الطاولات !
جبهة الساحل ؛ ريف اللاذقية.....مساحات شاسعة منه بأيدي الثوار.وجبهته تمتلك ميزات وخصائص وعوامل لاتمتلكها جبهة أخرى.فأين ثوار سوريا والثورة منها؟
يسيطر ثوار الساحل سيطرة تامة على مناطق واسعة من ريف اللاذقية (تظهر في الصورة باللون الأخضر)،والتي يفصلها خط طويل يُشبه الحدود عن المناطق التي يسيطر عليها النظام (تظهر بالصورة باللون الأبيض)،والتي تحتوي على العشرات من النقاط العسكرية التي من الممكن ببساطة تدميرها انطلاقاً من مناطق سيطرة الثوار،على شرط توفر السلاح اللازم لذلك.
إنّ الضربات المحددة والمدروسة ستمنع التخوّفات التي يطرحها بعض الأخوة من قيام حرب أهلية هناك بسبب التركيبة الطائفية للمنطقة،فالهجمات والضربات المطلوبة،والتي يعوّل عليها لقصم ظهر النظام في الساحل،هي استهداف مراكزه العسكرية المتمثلة بالمراصد الممتدة (يظهر بعضها بالصورة باللون الأسود)على طول ذلك الخط الوهمي الفاصل بين مناطق سيطرة النظام ومناطق سيطرة الثوار،والكثير الكثير من النقاط العسكرية التشبيحية الهامة والمعروفة الأخرى،والتي بإمكان الثوار استهدافها من مناطق سيطرتهم دون أن يتقدموا ولو شبراً واحداً،ودون اشتباكات مباشرة ممتدة ،بل حتى دون الحاجة للسيطرة على مناطق وضيع كثيرة.الأمر الذي سيكون موجعاً جداً للنظام،سواء أمام الموالين أو المعارضين أو العالم.
إذاً، ليتوجّه من يريد الثأر العسكري والإعلامي للقصير إلى الساحل فوراً،وليتجه إلى خط التماس الأول هناك ليدعم بالسلاح أولئك الأبطال الحقيقين على خطوط المواجهة،والمرابطين أمام مراصد مدعومة بطيران شرس منعاً لأيّ تقدّم لعصابات النظام في المناطق التي حرروها بدمائهم.فلاحاجة لوسطاء كي يتم إيصال الدعم لخطوط التماس الأولى،فالطريق معروف،وكتائب خط المواجهة الأول معروفة.وهم متشوقون لوصول المدد الحقيقي والفعال من السلاح كي يدمّروا قبل كلّ شيء تلك المراصد العديدة التي تُذيق مناطقهم المحررة مرارات القصف،دون تمييز بين مدنيين وعسكريين.خصوصاً أنّ هناك حالياً حشود كبيرة يعدّها االنظام على أمل اقتحام تلك المناطق المحررة.وستكون معركة كبيرة جداً،وهامة جداً ،تحتاج لوقوف كلّ ثوار سوريا مع إخوتهم فيها لعلّ الله يمكّنهم فيها من كسر أسياد اللؤم والإجرام.
محمد اللادقاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق