الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

هل هناك اتفاق أمريكي روسي أسدي حول الضربة المتوقعة ؟


في زحمة التحليلات والآراء حول الضربة القادمة للنظام،ربما لا يعنيني نقل وجهة نظري حولها، لأنّنا-ببساطة- كثوار غير صانعين لها،ولأنّ ترجيح أحدها لا يُفيدنا في شيء حالياً رغم أنّنا في مقدمة المتأثرين بها.
ولكن عندما يكون لأحد هذه التحليلات آثاراً سيئة على الثوار،فهنا لابد من الحديث عنه،خصوصاً عندما يكون تحليلاً عبثياً هدفه لايوصل لشيء سوى ضرب معنويات الثوار.
ظهر في الأيام القليلة الماضية تحليلاً يتحدث أنّ اتفاقاً سرّياً قد تم بين أمريكا وروسيا ودول إقليمية والنظام لضرب أهداف محددة وغير هامة بالنسبة للنظام لتحقيق هدف إعلامي من ذلك،بحيث تحفظ أمريكا ماء وجها به بعد أن أحرج اقتحام "الثور" الأسدي الهائج الخط الأحمر الذي وضعه أوباما.
كغيره من التحليلات،لم يكن هناك ما ينفيه تماماً رغم مايترتب عليه من آثار سيئة على معنويات الثوار.فالقول أن اتفاقاً بهذا المستوى من الخبث قد تم لتغطية جريمة النظام هو أمر خطير ستكون له آثار كبيرة على الثورة مستقبلاً،فهو يعني أنّ هناك توافقاً عالمياً على الجرائم التي تجري وستجري لنا،وبأنّ الموقف الأمريكي قد تطور من موقف التردد أوالتخوف من دعم الثوار أحياناً،إلى موقف الشريك بالجريمة والمبارك له، ليس بالصمت أو بمنع السلاح أحياناً فقط بل بالأفعال والتخطيط أيضاً .
ربما كان ذلك التحليل ممكناً إلى إنّ قام أوباما بإحالة قرار ضرب النظام إلى الكونغرس،مما دلّ بوضوح على أنّ ذلك التوقع قد أصبح مستبعداً جداً أو مستحيلاً .
ليس أوباما بالشخص البسيط أو العبثي كما يحبّ البعض أن يصوّره،وقد خرج الرجل وأكّد تورّط عصابة بشار باستخدام الكيماوي،ثم قام خلال أيام برفع وتيرة التهديد إلى ماوصلت إليه أخيراً،ثم فاجأ العالم بإحالة القرار إلى الكونغرس.
ولو كان الأمر مرتباً وهدفه إعلامي بحت،وكان أوباما متأكداً من عدم حصول أي نتائج عكسية لهذه الضربة، فلماذا يضع نفسه بهذا الموقف المحرج جداً الذي ضجّ به العالم،وسخر منه الكثيرين بسببه؟ولماذا لا يستفيد من تلك المسرحية-التي تعب في ترتيبها-كي يظهر أنه الرئيس القوي الذي يفرض قرارته التي لاتأتي إلا بالنتائج الرائعة والمضمونة؟ خصوصاً أنه يمتلك الصلاحيات كي يقوم بتلك الضربة دون الرجوع إلى الكونغرس.
ليس فقط نائب وزير خارجية النظام هو من سخر من أوباما بعد قراراه ذلك،بل سخر منه الكثير من الكتاب الأمريكين،وتناولته الصحف الإسرائلية بالسخرية اللاذعة أيضاً.فعلى سبيل المثال،كتب الباحث في الشؤون الأميركية أبراهام بن تسفي إن أوباما 'كلما تذكر بأنه حاصل على جائزة نوبل للسلام يتوقف عن العمل ويصاب بالشلل '. فلماذا يعرّض نفسه لكل ذلك إذا كانت الأمور مرتبة ومضمونة النتائج؟
ليس معنى ذلك أنّ نعقد الآمال على تلك الضربة،فأملنا بالله القوي،ولكن ليس من الجيد أن يشعر الثوار أنّ كل الدنيا تقف ضدهم،وفي وقت واحد،وأنّهم يواجهون العالم جميعاً بأسلحتهم البسيطة.خصوصاً أنّ هذا الأمر يخالف الكثير من الوقائع،رغم التخاذلات الكبيرة.

محمد اللادقاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق