السبت، 18 مايو 2013

الحذار....الحذار من لعبة روسيا في جنيف 2



لا يذكّرني مايجري من أخذٍ وردّ بين روسيا والأطراف الأخرى قبل المؤتمر المنتظر بين المعارضة والنظام،إلا بما يتعلّمه التجار منذ صغرهم ويداومون على ممارسته.فالتاجر الخطير يقوم بتقديم عرض سعره للزبون بعد أن يكون قد أضاف على تكلفة بضاعته ربحاً (اعتيادياً)،وربحاً آخراً (احتياطياً).فعلى افتراض كانت تكلفة القطعة 100 ليرة فإنّه يضع ربحاً اعتيادياً قدره 40 ليرة،وربحاً احتياطياً قدره 20 ليرة.وعندما يبدأ التفاوض مع الزبون فإنّه يسمح لنفسه بالخصم من الربح (الاحتياطي) فقط، بينما يوحي للزبون بأنّه يقوم بالخصم من الربح (الاعتيادي)،إكراماً للعشرة والجيرة و(بيعة آخر الليل).وفي حال كان الزبون صعب الإرضاء،فعندها يقوم التاجر بخصم الربح الاحتياطي كاملاً،بعد جولات من مناورة،وذلك كي يفرح الزبون بهذا،ويظنّ في قراراة نفسه أنّه قد انتصر وحصل على سعرخيالي،فيندفع لشراء تلك القطعة،وينسى السعر الحقيقي،ونوعية البضاعة.
هذا بالضبط ماتقوم به روسيا حالياً.حيث يبدو أنّ ربح روسيا (الاعتيادي) الذي تريده ،هو الحفاظ على الكثير من أركان نظام بشار كي تحفظ بهم مصالحا ونفوذها،بينما ربحها (الاحتياطي) هو بقاء بشار الأسد نفسه في السلطة.وهي تقوم بوضوح حالياً بالمناورة في ربحها (الاحتياطي) هذا،فنراها تصرّح أحياناّ تصريحات غامضة ك (نحن غير متمسكون بأشخاص)،بينما تدافع عن بقائه في مواضع أخرى،وذلك من باب المناورة،كي لاتُغلق باب التفاوض على (رحيل بشار) بسبب رفض المعارضة القطعي لبقائه.وكلّ ذلك يصب في اتجاه تلك المناورة،بحيث تشغل العالم والمعارضة والسوريين بذلك،مع محاولة إعطاء بشار دفعات قوة في هذه الأيام،بهدف دعم مساومتها عليه،إلى أن يأتي موعد المؤتمر،وتبدأ المفاوضات،وتُعلن روسيا حينها أنّها مستعدة للتخلي عن بشار شرط أن يبقى الكثير من أركان نظامه،واهمةً أنّها ستجعل المعارضة والسوريين يعتقدون أنّهم قد حققوا مكسباً كبيراً برحيل ذلك المجرم ،وبأنّ حجم هذا التنازل من قبلها سيوهمهم أنّهم قد ربحوا المعركة،لينساقوا للحلّ بعد أن أنساهم ماجرى أنّ الأهم من رحيل بشار هو رحيل أركان عصابته وشبيحته،الذين هم أشد خطراً على سوريا وأهلها من ألف أهبل كبشار الأسد.
رحيل بشار وأركان نظامه مطلب واحد لايجب تجزئته من قبل أي طرف،وإلّا فإنّنا مقبلون على ماهو أدهى وأمرّ،وذلك بدخول البلاد في صراعات وانتقامات وحشية في حرب داخلية باردة.وإنّ رأي الثوار واضح بعدم القبول إلا برحيل بشار وكافة أركان نظامه ممن شرب من دمائنا خلال عامين،ولن تمر ألاعيب تجار روسيا،فالثوار سيُسقطون أي معارضة تقبل بفصل بشار عن أركان عصابته.و،هذا الشرط يجب أن يبقى العنوان الأول،سواء قبلت بعض أطراف المعارضة الدخول في المؤتمر أم رفضت،وهو مايجب أن تبقى مصرّة عليه،لأنه لاخيار لديها غيره.

محمد اللادقاني

هناك تعليق واحد:

  1. قراءة مميزة تبارك القهار الذي سيقصمهم ان شاء

    ردحذف