الجمعة، 11 أبريل 2014

إخوتنا "من يرمي اللاذقية بالغراد" ....لاتقتلونا مرتين !


بما أنه قد صارت عادة البعض -للأسف- التخوين والاتهام ، فسأبدأ كلامي بتوضيح أني كنت أول من كتب دراسة مفصلة حول جبهة الساحل وأهميتها.وقد انتشرت بشكل كبير بفضل الله.وسأضع بعض روابطها في آخر سطوري هنا لمن يريد معرفة المزيد حول الجبهة وتركيبتها.
والرأي الذي كتبته حينها لم يتغير،ولكنّ حبّنا للثورة والثوار،ومعرفتنا أن لا أحد يفوقهم عطاءً لايعني أن نصمت عن مانراه خطأ من قبل بعضهم،فنحن أبناء ثورة حرية،ويحق لنا أن نرفع أصواتنا في انتقاد أحد أبنائها،ولن نبتلع كلمة الحق بحجة أقاويل مثل (ماوقتها) أو (الآن وقت الرصاص لا وقت الحبر).
الجميع بدأ يسمع باستهداف أحياء مدينة اللاذقية،والتي أصابت مؤخراً أحياء (الزراعة و الشيخضاهر و قنينص ) خطأً أو عمداً .وربما الجميع أصبح يعلم أيضاً الخريطة الطائفية لمحافظة اللاذقية،والتي يمكن تبسيطها :
1-المناطق الريفية المحررة سابقاً (سكانها "سنة" في الأغلب تقريباً)
2-المناطق الريفية الغير محررة (سكانها "علويون" في الأغلب تقريباً)
3-المدينة المحتلة (أغلب مناطقها مختلطة أو سنية فقط )
-المناطق الريفية الغير محررة تفصل المناطق الريفية المحررة عن مدينتنا المحتلة .
كذلك يعلم الجميع أنّ النظام قد زرع الحدود الفاصلة بين أماكن سيطرته والأماكن المحررة بنقاط عسكرية قوية (مرصد ال 45 الشهير أحدها) ،وبأنّ لديه نقاط عسكرية هامة أخرى في الريف الغير محرر . أما المدينة فتحتوي على نقاط أمنية وتشبيحية بما يكفي لإحكام السيطرة عليها فقط ، فمخفر الشيخضاهر مثلاً لايمكن اعتباره هدفاً عسكرياً بالمعني الصحيح.وحتى إن رغب البعض أن يعتبره كذلك ،فهل يعتبر قصفه من بعد  أكثر من ثلاثين كيلو متر بصواريخ غراد عملاً عسكرياً أم قصفاً عشوئياَ ؟
وعلى افتراض أنّه أو غيره من المناطق داخل المدينة هي أهداف عسكرية بالمعني الكامل،فألا يحق لنا أن نسأل إخوتنا: هل الأولى قصف مناطق عسكرية موجودة في الريف صاحب الكثافة السكانية القليلة والأقرب إلى خط المواجهة الأول،أم مناطق عسكرية موجودة في المدينة ذات الكثافة السكانية الكبيرة ؟
نسأل ذلك بغض النظر عن المذهب الذي ينمتي إليه أولئك المدنيون ، فكيف إذا كان الواقع أنّ الكثير منهم هم من أبناء السنة الذين مضى على اعتقالهم أكثر من أربعين عاماً داخل مدينة يعتبرها آل الوحش وكلابهم أرضهم !
فحي الشيخضاهر وحي قنينص هي أحياء سنية خالصة.وحتى حي الزراعة الذي يسكن فيه الكثير من آل الأسد ،يحتوي على الكثير من السكان من أهل السنة.وهو على طريق الجامعة التي يدرس فيها الكثير من "السنة" ! ويسكنه الكثير من الطلاب الوافدين من بقية المحافظات،وهم "سنة" ! وفيه المكتبات التي يشتري منها جميع الطلاب محاضراتهم ،ومن بينهم "سنة"،فهل أصبح منطق البعض أن  لابأس بالتضحية بكل أولئك المدنيين بما فيهم "السنة" من أجل احتمال إصابة هدف عسكري أو شبه عسكري ،رغم وجود أهداف عسكرية تفوقها قيمة وعدداً وقرباً، أم أنّ دماء السوري قد أصبحت رخيصة حتى على أنفسنا ؟!
استغرب حقاً من بعض ثوار المدينة التزام الصمت حول ذلك الموضوع وعدم ضغطهم على من يقومون بقصف مدينة اللاذقية (وأعني المدينة فقط )،مع معرفتهم أن بعض من أطلق لا يمتلك حتى الخبرة في القصف والتوجيه،وكأنّ علينا كي نثبت ثوريتنا أن نصمت أو نقول : دكّوا مدينة اللاذقية بمن فيها ،فالنصر لايكون إلابدم وهدم !
نعم ....ليست دماءنا أغلى من دماء أهل حلب التي تدك بالبراميل ولاغيرها من مناطق سوريا ،ولكنّ حلب يدكها المجرم بشار،لا أبناء ثورتنا وإخوتنا،دفاعاً عن إخوتنا ؟!
في كل المناطق المشتعلة في سوريا هناك مناطق يتم تحييدها نسبياً وتلقائياً عن الصراع،ويلجأ إليها النازحون من الصراع،وذلك ينطبق على بعض أحياء حمص ودمشق ،فلماذا لايتم اعتبار المدينة كذلك ،خصوصاً مع وجود نازحين فيها مسبقاُ من كل المحافظات على اختلاف توجهاتهم،ومع وجود مساحات واسعة غيرها ذات كثافة سكانية قليلة،وهامة جداً للحسم من خلالها، ورغم عدم وجود القدرة-حالياً- على حماية أهل المدينة،وهم المحاصرون بالبحر من جهة ومناطق سيطرة النظام وشبيحته من جهة ثانية؟!
سأطلب بصفتي ابن هذه الثورة وابن تلك المدينة من الأخوة أن يعيدوا حساباتهم قبل أن يبدأ النظام في التفكير في كيفية استغلال ذلك القصف ،وهو من لديه الخبرات في إغراق المدن بدماء أهلها بضربهم ببعضهم،من أي طائفة كانوا،ومايجري يومياً في دمشق أكبر دليل على ذلك ،فالنظام يستغل أي شيء يتم رميه على بعض الأهداف داخل المدينة كي يرمي عشرة أضعافه على أماكن سكنية بحتة كي يقول لهم : (الثوار يقتلونكم ) .نرجو حقاُ من كل الكتائب التي يستشهد أبطالها في مرصد الشهداء (45) وغيره،والتي فيها الكثير من أبطال المدينة أن يطلبوا من أي فصيل يرمي بقذائفه دون معرفة أو خبرة أن يتوقف عن تشويه صورة البطولة التي يسطرها الأبطال ،فليس الدفاع عن دماء المسلمين يكون بهدر دماء المسلمين .فعار وندم قذيفة تنزل خطأً على أبرياء من إخوتكم لن يغسله مجد قذيفة أخرى أصابت هدفها !

محمد اللادقاني


الروابط :

https://www.zamanalwsl.net/news/42868.html
http://www.all4syria.info/Archive/110159
https://www.zamanalwsl.net/readNews.php?id=40257

 

الأحد، 2 مارس 2014

"معاً لترشيح الخطيب ضد الأسد ".....حملة الخبث

 

ربما رأى أغلبنا خلال اليومين الماضيين حملة (معاً لترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسوريا ضد الأسد ).وربما أعجب بعضنا الأمر،خصوصاً مع عدد الإعجابات بصفحة الحملة التي بلغت الآلاف خلال يومين فقط .غير أنّ تدقيقاً بسيطاً بالأمر سيتبيّن لنا سرعة انجرار بعضنا لأمور هي جميلة في ظاهرها،خبيثة في باطنها وأبعادها.
أفهم أنّ حبّ أغلبنا ليصبح أحد الثوار رئيساً هو مادفع البعض لعمل (لايك) للصفحة،وربما للمشاركة بهذه الحملة الافتراضية.لذلك من الجيد أن نأخذ هذا الأمر كمثال لنحذر من أشياء مشابهة له في المستقبل.
الجميل الذي شجع البعض هو أن نصبح بلداً يستطيع ترشيح من أراد بحملات ودعوات،بغض النظر عن الشخص،ولكنّ الخبيث في الأمر أن هذه الحملة تجعل الثورة تبدو وكأنها تحوّلت إلى معارضة تطالب بكرسي الرئاسة لشخص أعجبها ضد رئيس لم يعجبها،بينما  هدف الثورة-أي ثورة- هو قلب نظام الحكم ،لا المشاركة في انتخابات ننافس فيها من قتلنا خلال ثلاثة أعوام،حتى وإن فاز معارضٌ ما ؟!
الثورة قامت لتطيح ببشار الأسد وعصابته،وعندما يتمّ هذا الأمر،سواء بحلّ سياسي أو عسكري يأتي دور الترشيحات ويبدأ المرشحون بالتنافس؛ومجرد طرح فكرة تقديم مرشح آخر مقابل الرئيس الحالي(المجرم) سيجعل الأمر يبدو وكأنّه تقديم مرشح للثوار مقابل رئيس حالي يمثل فئة أخرى.أي اعترافاً ضمنياً من قبل كلّ من تضامن مع هذه الحملة بأنّه يحق لبشار الترشح، وكأنّه ليس مجرماً بل رئيساً "ضعفت شعبيته" بسبب أخطائه ،لابسبب جرائمه.وكأنّ الثورة في نهايتها ستعطي هذا المجرم شرعية،لم تكن له قبل الثورة أصلاً،بعد أن وصل للرئاسة بالتوريث، وليصبح مرشحاً رئاسياً خاسراً في انتخابات رسمية شهد لها معارضوه أنفسهم بقبولهم بها وطرحهم لمرشحهم،بدل أن يكون رئيساً مخلوعاً مجرماً.مع يقيني أنّ الانتخابات ستزوّر لصالح بشار.
هذا باختصار خبث هذه الحملة،ولا أجزم بخبث نيّة أصحابها،وإن كان التوقيت يدعو للشك.كذلك لا أدري إذا كان الشيخ معاذ متعاون مع هذه الحملة أم لا، وإن كنت أُحسن الظنّ به أيضاً.وسواء كان ذلك أم لا فعلينا أن نعمل على إيقافها بوعينا لخطورتها،وعدم نشرها أو حتى الإعجاب بصفحتها.وأرجو حقاً أن يكون الشيخ معاذ قد أدرك خطورة هذا الأمر،وأن يعلن عدم دعمه لها،ويدعو إلى إيقاف صفحتها،أو على أقل الأحوال أن تُعلن هذه الحملة ثوريتها الحقيقية،في حال تم الإجحاف في حقها،وأن تغيّر اسمها وهدفها بأنّ تصبح على سبيل المثال (معاً لترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسوريا بعد خلع الأسد )،وهذا يكفي.
علينا أن نقتنع تماماً ونفهم إخوتنا بأنّ الورقة الانتخابية (الافتراضية) التي تظنّ أنك ستخدم سوريا وربما الثورة باختيارك للخطيب من خلالها،هي صك غفران لبشار بمجرد طباعتها فقط ؟!فما بالك إذا صوّتت عليها !

محمد اللادقاني

الخميس، 30 يناير 2014

هل نستحق- كسوريين- مايجري لنا ؟!

 
 

" كتير علينا أصلاً بشار "  .....  "لو كنّا مامنستاهل ماحكمونا بيت الأسد "...."نحن مستاهلين كل شي عم يصير فينا"
ربما نحتاج لساعات في حال رغبنا جمع كلّ الجمل التي يستخدمها بعضنا فيما يعتقدون أنّه توصيف مختصر ومفيد لأسباب الألم الذي نعيشه كسوريين،بكل ماتحمل كلمة الألم من معنى.
لا يحتاج إلى شرح كبير أنّ استعمال هذه الجمل ونشرها هو خنجر صغير نضعه نحن في ظهر السوريين قبل أن نضعه في ظهر الثورة !
فليس أخطر على الإنسان الطبيعي أن يقتنع بأنّه الأسوء بين جميع أمثاله،وبأنّه يستحق كل مصائبه وآلامه.فالاقتناع بذلك لن يترك له سوى خيارين : إما أن يتحطّم ويقطع أيّ أمل في تحسين نفسه وتغييرها،لدرجة أن يصبح عالة على نفسه وعلى الناس ،أو أن يتحول إلى حاقد على الجميع ،وهمّه الوحيد أن يدمّر الناس ،لا أن يعمل على تطوير نفسه وظروفه.
ولا يختلف الأمر في حالة شعب أو أمة،والتي فيها الإنسان هو عنصر تكوينها.
بالطبع لن أدافع بالصورة التي يرسمها البعض الآخر لنا بأنّنا الشعب المميز والمختار والذي لم يسبقه في البطولة أحد،وكلّ ما أتمنى أن نقتنع به بأنّنا شعب مثل بقية بني البشر ،مع بعض المميزات الإيجابية والأخرى السلبية التي تتركها المورثات والظروف خلال السنين،والتي مهما كان حجمها أو تأثيرها فإنها لن تجعلنا نخرج عن حقيقية أننا مجموع بشري فيه كل تناقضات البشر.
لا أريد أن أستفيض كثيراً في شرح الفكرة لأنّها واضحة جداً،والمتأمل بقليل من الموضوعية سيعرف أنّنا شعب فيه من الأبطال الكثير،وفيه من الأشرار الكثير.فانطلاقة الثورة من أجل الكرامة التي فقدناها في سوريا الأمس ،وانتفاضة مدن سوريا كلها،مدينة بعد أخرى غضباً لإخوتهم وطلباً للكرامة والحرية،وقصص بطولات واستشهاد الكثير من أصدقائنا وأخوتنا ،كل ذلك كافٍ كي نؤمن بأنّنا شعب حيّ ورائع وبأنّنا لانستحق أن يكون الأشرار حكاماً علينا.
وفي الوقت نفسه فإنّ قصص السوء وأنانية الظهور،وقتل العمل الجماعي ،وقصص الاحتيال والتكسّب المهين،وحتى جرائم أتباع النظام أنفسهم ،والذي يطلق عليم العالم اسم "سوريين " ، شئنا ذلك أم أبينا،كلّ ذلك يجعلنا نؤمن أيضاً أنّنا لسنا شعب الله المختار،ولا يجب أن نبقى نروي للناس بأنّنا الشعب البطل الذي لم يلد التاريخ مثله.فوجود أبطال بيننا سيقف لهم التاريخ احتراماً لايعني أنّ جميعنا-كسوريين-أبطالاً ،فكل نفس بما كسبت رهينة !
علينا أن نقتنع بأنّ فينا من الخير الكثير ،وفينا من السوء الكثير،وأننّا نحتاج أن نحسّن أنفسنا ،ونتبع قوانين وسنن الله في أرضه في بلوغ الشعوب لدرجات رفيعة من التميز،وبأنّنا كنّا مخدّرون واستيقظنا،فلا ننتشي ونكتفي بعظمة بطولات بعضنا ،ولا أن نيئس بسبب سوء بعضنا الآخر، وأن نعمل على إزالة ماتركته آثار المجرمين بيننا خلال السنين،معتقدين بأنّ لدينا القدرة كي نكون شعب مميز بكل معنى الكلمة ،كما أنّ لدينا المجال كي نضعف ونتدهور.

محمد اللادقاني

الاثنين، 18 نوفمبر 2013

إلى روح الشهيد عبد القادر الصالح

 

بسيطاً كان أم بطلاً ....... ورمزاً صار أم مَثلاً
رحلتَ الآن أم رحلتْ ....... سيوفٌ تكرهُ المللا
شهيداً صرتَ..لكنَّ......... بهاؤك وهجهُ وصلَ
ورمحكَ لايزال هناك......يقاتلُ ...يزرعُ الأملا
أردتَ العيش في عزٍّ ..... ومتّ فنصركُ اكتملَ
فمن يحيا لأمّته ................ سيحيا إن لها قُتِلَ
رحلتَ أخي
هناك لتبقى في رغدٍ ......... يُسِرُّ العينَ والمُقلا
هناك الصدق،ليس هنا.....هناك يفوزُ من عملا
هناك يفوزُ من عملاً

محمد اللادقاني
18-11-2013
 

الجمعة، 4 أكتوبر 2013

سياسيون أم عسكريون ؟!.....مع أيهما نقف؟!

 
 
"لانريد حكم عسكري" ...."من حرر البلاد بالقوة هو من يجب أن يحكمها" ...."ثوار الداخل،وثوار الخارج" ...."ثوار الفنادق وثوار الخنادق"
كل تلك العبارات أصبحت منتشرة بشكل كبير،وترديد بعضها بصراحة أحياناً ،هو حقّ أُريد به باطل.
فهل هناك صورة منطقية ياترى تستطيع أن تجمع بينها جميعاً؟
لنحاول ترتيب بعض الأفكار المبعثرة التي سيولد الجواب تلقائياً منها:
1-الثورة بدأت سلمية؛أي أنّ صنّاعها أشخاص مدنيون؛وهي حقيقية لاتحتاج إلى نقاش.وقد استشهد الكثير من الثوار الطيبين الذين لم يحملوا السلاح،ومع ذلك لا أحد يستطيع أن يجادل في درجة ثوريتهم.وهناك ثوار مدنيون-استمروا في خدمة الثورة كمدنيين-لايقلّون عن العسكريين أو المدنيين العسكريين أهمية ووطنية وشجاعة ووزناً.
2-ليس كل من يوصف بأنه من ثوار الخنادق يعمل في مصلحة الثورة وسوريا.
3-ليس كل من يوصف بثوار الفنادق هو دخيل على الثورة،ولاينفعها وينفع الثوار.فوجود بعضهم-لا كلهم طبعاً-ضرورة حكماً.مع العلم بأني لست منهم،ولا أضع نفسي في موضع الدفاع عنهم.
4-من الواجب وجود جسم عسكري موحد أو شبه موحد تنضم تحته أغلب القوى الفاعلة والمؤثرة في الحراك الثوري العسكري.
5-من الواجب والطبيعي وجود جسم سياسي يمثّل الثورة،ويتحدث باسمها،على أن يكون مدعوماً من حاضنة شعبية أولاً،ومن أغلب القوى العسكرية الثورية ثانياً.وإلا فهو لايمثل إلا نفسه.
المشكلة اليوم معروفة،ولاتحتاج إلى كثير من الشرح.فهناك خلافات بين السياسيين المتمثلين بالائتلاف،وبين القوى العسكرية الفاعلة على الأرض،والتي كان السياسيون سببها الأكبر.بيد أنّ إبقاء هذا التنافر بين هذين الطرفين سيجعل كل منهما يخسر-ويُخسرنا-الكثير مما كسبه وحققه جانبه للثورة،رغم الفارق في الأهمية.
وهنا يكون من الواجب علينا كثوار أن نقف بين الطرفيين وأن ندفعهما للتقارب،بالضغط على كلاهما،وعدم المبالغة في الاصطفاف إلى جانب أحدهما إلا بالمقدار الذي يضغط على الطرف الآخر بما يُوجد حلّ للمشكلة،حتى وإن كانت قلوب أغلبنا مع أحدهما؛وهو الطرف الذي يدافع عنّا بدمه طبعاً.
ألا يكفي أكثر من عامين ونصف على الثورة،حتى يتضّح للسوريين من هم السياسيون الجديرون بالثقة،ومن هي الكتائب الجديرة بقيادة العمل العسكري أو تصدّره؟!
إذا لم يكن قد اتضح بعد للكتائب المخلصة ذلك،ولا للسياسين المخلصين ذلك،ولا للثوار المخلصين ذلك.فالعيب فيهم وفينا جميعاً إذاً.وليس علينا أن نلوم إلا أنفسنا !
من الواجب على القوى الثورية العسكرية الفاعلة حالياً والتي ترفض الاتئلاف أن تقدم أشخاصاً مدنيين يعتبرونهم امتداداً لهم،وأن توكل إليهم مهمة الانخراط في العمل السياسي كممثلين عنها.وسيقبلهم الثوار بمجرد إظهار ماقدموه للثورة خلال عاميها،وإعلان الثقة بهم من قبل الكتائب الكبيرة والفاعلة،والتي لايجادل في إنجازاتها وأخلاق أفرادها وقادتها أحد.
وإذا كان عدد تلك الشخصيات غير كافٍ،فأليس الصحيح أن تجد تلك الكتائب ممثلين لها،سواءً من السياسين الذين تواصلت معهم خلال الثورة ووجدت أنهم على خير،أو من سياسي الائتلاف أو خارجه؟وأليس من الخير للثورة أن يجتمع أولئك الممثلين الحقيقين فيما بينهم وبين السياسين الذين يتصدرون المشهد للوصول إلى نتيجة تُرضى الجميع بين القوى العسكرية والسياسية.
من واجبنا الدفع نحن نحو ذلك التقارب،لا أن نزيد النار اشتعالاً،ولا الفرقة بعداً.فليس من صالح الثورة أن تكون هناك طبقة سياسية يتم التعامل معها دولياً وهي مرفوضة شعبياً،ولا أن يكون هناك طبقة عسكرية،لايتم التعامل معها دولياً،أو تتم معاملتها كقوة عسكرية فقط،رغم وجود شارع عريض يدعمها،ورغم أنّ الكثير من أفرادها وقادتها مدنيون قد انخرطوا بالعمل العسكري فأصبحوا عسكريين بامتياز،وربما سبقوا العسكريين بالكثير،فصار من غير الممكن أن يتم التعاطي معهم إلا كعسكريين.
كان العالم منذ البداية يردد أنّ السوريين يقتلون بعضهم بعضاً،وهذه المستجدات الجديدة ستجعل المقولة تتعدّل أنّ الثوار السوريين لايستطيعون أن يشكلوا معارضة منسجمة سياسياً وعسكرياً،فكيف لهم أن يحكموا بلداً !؟

محمد اللادقاني
 

الجمعة، 20 سبتمبر 2013

لماذا إحباط البعض بعد تأجيل الضربة أو إلغائها ؟!

 

كتبت إحدى الصحف الأمريكية أنّ "كلّ السوريين قد تحوّلوا إلى محللين سياسين أثناء فترة توقعات الضربة العسكرية" .
وقد كان اللافت أن تحليلات الأغلبية تقريباً كانت ترى أنّ الضربة لن تأتي من أجل دماءنا التي مضى على نزيفها أكثر من سنتين ونصف،وإنما من أجل حسابات معقدة.
أما ما انقسمت حوله تلك التحليلات،فقد كان حول فائدة تلك الضربة للثوار والثورة.ففريق كان يراها في صالحنا،وفريق كان يراها لسرقة الثورة،وفريق كان يراها للقضاء على النظام والثورة معاً،وفريق كان يراها للقضاء على النظام والإسلامين في الثورة معاً.
إذاً،طالما أنّ الغالبية كانت متشككة من الضربة فلماذا حزن وإحباط البعض بعد تأجيلها أو إلغائها؟! ولماذا نقل تلك المشاعر المحبطة إلى الثوار؟!
هناك نتائج وحقائق اتضحت لدى الجميع بعد قرار النظام تسليم السلاح الكيمائي.ويجب علينا أن نراها مع قرار تأجيل أو إلغاء الضربة التي نعلم أن الكثير ممن كان ينتظرها من المعارضة،كان يرجو أن تسرّع إسقاط عصابة بشار،لا لأهداف أخرى:
1-لو أنّ النظام يهتم بمستقبل سوريا كدولة لعرض-ولو من باب المحاولة فقط-أن يتم تشكيل حكومة انتقالية يشارك فيها بعض رجاله،وأن يتم تسليم البلد بأسلحتها الموجودة لتلك الحكومة،بحيث لاتخسر سوريا أسلحتها الاستراتيجية،على أن يتم خروج آمن له.ولكنه أثبت للدنيا كلها أنه لايهتم بقوة سوريا ولابالممانعة ولا بالمقاومة،وأنّ هدفه الوحيد هو الاستمرار في حكم سوريا،ولو كنظام ميليشيات فقط .
2-لقد كنّا نُتهم من البعض أنّ أمريكا تقف في معسكرنا،ولو كلامياً فقط ، بينما تقوم عصابة بشار اليوم بالافتخار بتسليم سلاح سوريا الكيميائي للدولة التي تتهمنا بأننا عملاء لها !
3-لقد اتّهموا الثورة أنها أضعفت محور المقاومة والممانعة.بينما لامشكلة أن يقوموا هم بتسليم وتدمير سلاح رأس حربة هذه المقاومة والممانعة من أجل بقائهم ولو بدون ممانعة !
4-لم نكن نستطيع أنّ نجزم أنّ هناك مشروعاً ممنهجاً لبيع سوريا،رغم ماكنّا قد بدأنا نلاحظه في مناطق سوريا كلها من بيع أملاك عامة كاملة،ولكنّا اليوم تأكّدنا أنّ بلادنا كانت تُباع شبراً شبراً،وأنّنا كنّا سنصبح غرباء فيها لو لم توقظنا أصابع أطفالنا في درعا.
5-لم نكن نستطيع أن نجزم أنّ هناك مخططاً منظماً لبيع سوريا ثقافياً وفكرياً واقتصادياً لإيران،رغم ماكنّا نلاحظه مؤخراً من حملات "التشيع" وغيرها في كل سوريا،ولكنّا تأكدنا الآن أنّ ماكان يجري هو البداية لجعل سوريا ولاية إيرانية بامتياز!
6-كان يحزّ في نفوسنا أنّ الثورة قد أضعفت قوة سوريا كدولة رغم ضرورتها،ولكنّا تأكدنا الآن أنّ سوريا في عهد الوحوش لم تكن قوية يوماً،وأنّهم كانوا يجعلونا نعيش وهم تلك القوة لا أكثر.
نعم،فلقد كسبنا معنوياً على الأقل بعد قرار عصابة بشار تسليم أسلحة سوريا الكيميائية.فقد زادت ثقتنا بما لا يدع مجالاً للشك أنّنا على الحق منذ الدقيقة الأولى في الثورة،وأنّ واجب إسقاط أولئك المجرمون هو واجب شرعي ووطني وأخلاقي وتاريخي.وأنّ علينا الآن أن نزيد ونضاعف أضعافاً كثيرة كلّ عمل كنّا نقوم به لإسقاط تلك العصابة.فلابد -بعد سنتين ونصف-أن يكون كلّ منّا قد تعرّف إلى ثوار طيبين ثقات،يستطيع أن يطمئنّ أنّه يدعم الأشخاص الصحيحة بدعمه لهم .فإسقاط ذلك النظام المجرم والخائن معاً لم يعد ترفاً أو عشقاً في الحرية فقط،بل واجب يحيط بعنق كلّ منّا،ولامجال للتخلف عنه،وغداً سيسألنا الله عنه وعن الثورة،وماذا قدمنا لها.

محمد اللادقاني

الأربعاء، 4 سبتمبر 2013

هل هناك اتفاق أمريكي روسي أسدي حول الضربة المتوقعة ؟


في زحمة التحليلات والآراء حول الضربة القادمة للنظام،ربما لا يعنيني نقل وجهة نظري حولها، لأنّنا-ببساطة- كثوار غير صانعين لها،ولأنّ ترجيح أحدها لا يُفيدنا في شيء حالياً رغم أنّنا في مقدمة المتأثرين بها.
ولكن عندما يكون لأحد هذه التحليلات آثاراً سيئة على الثوار،فهنا لابد من الحديث عنه،خصوصاً عندما يكون تحليلاً عبثياً هدفه لايوصل لشيء سوى ضرب معنويات الثوار.
ظهر في الأيام القليلة الماضية تحليلاً يتحدث أنّ اتفاقاً سرّياً قد تم بين أمريكا وروسيا ودول إقليمية والنظام لضرب أهداف محددة وغير هامة بالنسبة للنظام لتحقيق هدف إعلامي من ذلك،بحيث تحفظ أمريكا ماء وجها به بعد أن أحرج اقتحام "الثور" الأسدي الهائج الخط الأحمر الذي وضعه أوباما.
كغيره من التحليلات،لم يكن هناك ما ينفيه تماماً رغم مايترتب عليه من آثار سيئة على معنويات الثوار.فالقول أن اتفاقاً بهذا المستوى من الخبث قد تم لتغطية جريمة النظام هو أمر خطير ستكون له آثار كبيرة على الثورة مستقبلاً،فهو يعني أنّ هناك توافقاً عالمياً على الجرائم التي تجري وستجري لنا،وبأنّ الموقف الأمريكي قد تطور من موقف التردد أوالتخوف من دعم الثوار أحياناً،إلى موقف الشريك بالجريمة والمبارك له، ليس بالصمت أو بمنع السلاح أحياناً فقط بل بالأفعال والتخطيط أيضاً .
ربما كان ذلك التحليل ممكناً إلى إنّ قام أوباما بإحالة قرار ضرب النظام إلى الكونغرس،مما دلّ بوضوح على أنّ ذلك التوقع قد أصبح مستبعداً جداً أو مستحيلاً .
ليس أوباما بالشخص البسيط أو العبثي كما يحبّ البعض أن يصوّره،وقد خرج الرجل وأكّد تورّط عصابة بشار باستخدام الكيماوي،ثم قام خلال أيام برفع وتيرة التهديد إلى ماوصلت إليه أخيراً،ثم فاجأ العالم بإحالة القرار إلى الكونغرس.
ولو كان الأمر مرتباً وهدفه إعلامي بحت،وكان أوباما متأكداً من عدم حصول أي نتائج عكسية لهذه الضربة، فلماذا يضع نفسه بهذا الموقف المحرج جداً الذي ضجّ به العالم،وسخر منه الكثيرين بسببه؟ولماذا لا يستفيد من تلك المسرحية-التي تعب في ترتيبها-كي يظهر أنه الرئيس القوي الذي يفرض قرارته التي لاتأتي إلا بالنتائج الرائعة والمضمونة؟ خصوصاً أنه يمتلك الصلاحيات كي يقوم بتلك الضربة دون الرجوع إلى الكونغرس.
ليس فقط نائب وزير خارجية النظام هو من سخر من أوباما بعد قراراه ذلك،بل سخر منه الكثير من الكتاب الأمريكين،وتناولته الصحف الإسرائلية بالسخرية اللاذعة أيضاً.فعلى سبيل المثال،كتب الباحث في الشؤون الأميركية أبراهام بن تسفي إن أوباما 'كلما تذكر بأنه حاصل على جائزة نوبل للسلام يتوقف عن العمل ويصاب بالشلل '. فلماذا يعرّض نفسه لكل ذلك إذا كانت الأمور مرتبة ومضمونة النتائج؟
ليس معنى ذلك أنّ نعقد الآمال على تلك الضربة،فأملنا بالله القوي،ولكن ليس من الجيد أن يشعر الثوار أنّ كل الدنيا تقف ضدهم،وفي وقت واحد،وأنّهم يواجهون العالم جميعاً بأسلحتهم البسيطة.خصوصاً أنّ هذا الأمر يخالف الكثير من الوقائع،رغم التخاذلات الكبيرة.

محمد اللادقاني