" كتير علينا أصلاً بشار " ..... "لو كنّا مامنستاهل ماحكمونا بيت الأسد "...."نحن مستاهلين كل شي عم يصير فينا"
ربما نحتاج لساعات في حال رغبنا جمع كلّ الجمل التي يستخدمها بعضنا فيما يعتقدون أنّه توصيف مختصر ومفيد لأسباب الألم الذي نعيشه كسوريين،بكل ماتحمل كلمة الألم من معنى.
لا يحتاج إلى شرح كبير أنّ استعمال هذه الجمل ونشرها هو خنجر صغير نضعه نحن في ظهر السوريين قبل أن نضعه في ظهر الثورة !
فليس أخطر على الإنسان الطبيعي أن يقتنع بأنّه الأسوء بين جميع أمثاله،وبأنّه يستحق كل مصائبه وآلامه.فالاقتناع بذلك لن يترك له سوى خيارين : إما أن يتحطّم ويقطع أيّ أمل في تحسين نفسه وتغييرها،لدرجة أن يصبح عالة على نفسه وعلى الناس ،أو أن يتحول إلى حاقد على الجميع ،وهمّه الوحيد أن يدمّر الناس ،لا أن يعمل على تطوير نفسه وظروفه.
ولا يختلف الأمر في حالة شعب أو أمة،والتي فيها الإنسان هو عنصر تكوينها.
بالطبع لن أدافع بالصورة التي يرسمها البعض الآخر لنا بأنّنا الشعب المميز والمختار والذي لم يسبقه في البطولة أحد،وكلّ ما أتمنى أن نقتنع به بأنّنا شعب مثل بقية بني البشر ،مع بعض المميزات الإيجابية والأخرى السلبية التي تتركها المورثات والظروف خلال السنين،والتي مهما كان حجمها أو تأثيرها فإنها لن تجعلنا نخرج عن حقيقية أننا مجموع بشري فيه كل تناقضات البشر.
لا أريد أن أستفيض كثيراً في شرح الفكرة لأنّها واضحة جداً،والمتأمل بقليل من الموضوعية سيعرف أنّنا شعب فيه من الأبطال الكثير،وفيه من الأشرار الكثير.فانطلاقة الثورة من أجل الكرامة التي فقدناها في سوريا الأمس ،وانتفاضة مدن سوريا كلها،مدينة بعد أخرى غضباً لإخوتهم وطلباً للكرامة والحرية،وقصص بطولات واستشهاد الكثير من أصدقائنا وأخوتنا ،كل ذلك كافٍ كي نؤمن بأنّنا شعب حيّ ورائع وبأنّنا لانستحق أن يكون الأشرار حكاماً علينا.
وفي الوقت نفسه فإنّ قصص السوء وأنانية الظهور،وقتل العمل الجماعي ،وقصص الاحتيال والتكسّب المهين،وحتى جرائم أتباع النظام أنفسهم ،والذي يطلق عليم العالم اسم "سوريين " ، شئنا ذلك أم أبينا،كلّ ذلك يجعلنا نؤمن أيضاً أنّنا لسنا شعب الله المختار،ولا يجب أن نبقى نروي للناس بأنّنا الشعب البطل الذي لم يلد التاريخ مثله.فوجود أبطال بيننا سيقف لهم التاريخ احتراماً لايعني أنّ جميعنا-كسوريين-أبطالاً ،فكل نفس بما كسبت رهينة !
علينا أن نقتنع بأنّ فينا من الخير الكثير ،وفينا من السوء الكثير،وأننّا نحتاج أن نحسّن أنفسنا ،ونتبع قوانين وسنن الله في أرضه في بلوغ الشعوب لدرجات رفيعة من التميز،وبأنّنا كنّا مخدّرون واستيقظنا،فلا ننتشي ونكتفي بعظمة بطولات بعضنا ،ولا أن نيئس بسبب سوء بعضنا الآخر، وأن نعمل على إزالة ماتركته آثار المجرمين بيننا خلال السنين،معتقدين بأنّ لدينا القدرة كي نكون شعب مميز بكل معنى الكلمة ،كما أنّ لدينا المجال كي نضعف ونتدهور.
محمد اللادقاني