الجمعة، 11 أبريل 2014

إخوتنا "من يرمي اللاذقية بالغراد" ....لاتقتلونا مرتين !


بما أنه قد صارت عادة البعض -للأسف- التخوين والاتهام ، فسأبدأ كلامي بتوضيح أني كنت أول من كتب دراسة مفصلة حول جبهة الساحل وأهميتها.وقد انتشرت بشكل كبير بفضل الله.وسأضع بعض روابطها في آخر سطوري هنا لمن يريد معرفة المزيد حول الجبهة وتركيبتها.
والرأي الذي كتبته حينها لم يتغير،ولكنّ حبّنا للثورة والثوار،ومعرفتنا أن لا أحد يفوقهم عطاءً لايعني أن نصمت عن مانراه خطأ من قبل بعضهم،فنحن أبناء ثورة حرية،ويحق لنا أن نرفع أصواتنا في انتقاد أحد أبنائها،ولن نبتلع كلمة الحق بحجة أقاويل مثل (ماوقتها) أو (الآن وقت الرصاص لا وقت الحبر).
الجميع بدأ يسمع باستهداف أحياء مدينة اللاذقية،والتي أصابت مؤخراً أحياء (الزراعة و الشيخضاهر و قنينص ) خطأً أو عمداً .وربما الجميع أصبح يعلم أيضاً الخريطة الطائفية لمحافظة اللاذقية،والتي يمكن تبسيطها :
1-المناطق الريفية المحررة سابقاً (سكانها "سنة" في الأغلب تقريباً)
2-المناطق الريفية الغير محررة (سكانها "علويون" في الأغلب تقريباً)
3-المدينة المحتلة (أغلب مناطقها مختلطة أو سنية فقط )
-المناطق الريفية الغير محررة تفصل المناطق الريفية المحررة عن مدينتنا المحتلة .
كذلك يعلم الجميع أنّ النظام قد زرع الحدود الفاصلة بين أماكن سيطرته والأماكن المحررة بنقاط عسكرية قوية (مرصد ال 45 الشهير أحدها) ،وبأنّ لديه نقاط عسكرية هامة أخرى في الريف الغير محرر . أما المدينة فتحتوي على نقاط أمنية وتشبيحية بما يكفي لإحكام السيطرة عليها فقط ، فمخفر الشيخضاهر مثلاً لايمكن اعتباره هدفاً عسكرياً بالمعني الصحيح.وحتى إن رغب البعض أن يعتبره كذلك ،فهل يعتبر قصفه من بعد  أكثر من ثلاثين كيلو متر بصواريخ غراد عملاً عسكرياً أم قصفاً عشوئياَ ؟
وعلى افتراض أنّه أو غيره من المناطق داخل المدينة هي أهداف عسكرية بالمعني الكامل،فألا يحق لنا أن نسأل إخوتنا: هل الأولى قصف مناطق عسكرية موجودة في الريف صاحب الكثافة السكانية القليلة والأقرب إلى خط المواجهة الأول،أم مناطق عسكرية موجودة في المدينة ذات الكثافة السكانية الكبيرة ؟
نسأل ذلك بغض النظر عن المذهب الذي ينمتي إليه أولئك المدنيون ، فكيف إذا كان الواقع أنّ الكثير منهم هم من أبناء السنة الذين مضى على اعتقالهم أكثر من أربعين عاماً داخل مدينة يعتبرها آل الوحش وكلابهم أرضهم !
فحي الشيخضاهر وحي قنينص هي أحياء سنية خالصة.وحتى حي الزراعة الذي يسكن فيه الكثير من آل الأسد ،يحتوي على الكثير من السكان من أهل السنة.وهو على طريق الجامعة التي يدرس فيها الكثير من "السنة" ! ويسكنه الكثير من الطلاب الوافدين من بقية المحافظات،وهم "سنة" ! وفيه المكتبات التي يشتري منها جميع الطلاب محاضراتهم ،ومن بينهم "سنة"،فهل أصبح منطق البعض أن  لابأس بالتضحية بكل أولئك المدنيين بما فيهم "السنة" من أجل احتمال إصابة هدف عسكري أو شبه عسكري ،رغم وجود أهداف عسكرية تفوقها قيمة وعدداً وقرباً، أم أنّ دماء السوري قد أصبحت رخيصة حتى على أنفسنا ؟!
استغرب حقاً من بعض ثوار المدينة التزام الصمت حول ذلك الموضوع وعدم ضغطهم على من يقومون بقصف مدينة اللاذقية (وأعني المدينة فقط )،مع معرفتهم أن بعض من أطلق لا يمتلك حتى الخبرة في القصف والتوجيه،وكأنّ علينا كي نثبت ثوريتنا أن نصمت أو نقول : دكّوا مدينة اللاذقية بمن فيها ،فالنصر لايكون إلابدم وهدم !
نعم ....ليست دماءنا أغلى من دماء أهل حلب التي تدك بالبراميل ولاغيرها من مناطق سوريا ،ولكنّ حلب يدكها المجرم بشار،لا أبناء ثورتنا وإخوتنا،دفاعاً عن إخوتنا ؟!
في كل المناطق المشتعلة في سوريا هناك مناطق يتم تحييدها نسبياً وتلقائياً عن الصراع،ويلجأ إليها النازحون من الصراع،وذلك ينطبق على بعض أحياء حمص ودمشق ،فلماذا لايتم اعتبار المدينة كذلك ،خصوصاً مع وجود نازحين فيها مسبقاُ من كل المحافظات على اختلاف توجهاتهم،ومع وجود مساحات واسعة غيرها ذات كثافة سكانية قليلة،وهامة جداً للحسم من خلالها، ورغم عدم وجود القدرة-حالياً- على حماية أهل المدينة،وهم المحاصرون بالبحر من جهة ومناطق سيطرة النظام وشبيحته من جهة ثانية؟!
سأطلب بصفتي ابن هذه الثورة وابن تلك المدينة من الأخوة أن يعيدوا حساباتهم قبل أن يبدأ النظام في التفكير في كيفية استغلال ذلك القصف ،وهو من لديه الخبرات في إغراق المدن بدماء أهلها بضربهم ببعضهم،من أي طائفة كانوا،ومايجري يومياً في دمشق أكبر دليل على ذلك ،فالنظام يستغل أي شيء يتم رميه على بعض الأهداف داخل المدينة كي يرمي عشرة أضعافه على أماكن سكنية بحتة كي يقول لهم : (الثوار يقتلونكم ) .نرجو حقاُ من كل الكتائب التي يستشهد أبطالها في مرصد الشهداء (45) وغيره،والتي فيها الكثير من أبطال المدينة أن يطلبوا من أي فصيل يرمي بقذائفه دون معرفة أو خبرة أن يتوقف عن تشويه صورة البطولة التي يسطرها الأبطال ،فليس الدفاع عن دماء المسلمين يكون بهدر دماء المسلمين .فعار وندم قذيفة تنزل خطأً على أبرياء من إخوتكم لن يغسله مجد قذيفة أخرى أصابت هدفها !

محمد اللادقاني


الروابط :

https://www.zamanalwsl.net/news/42868.html
http://www.all4syria.info/Archive/110159
https://www.zamanalwsl.net/readNews.php?id=40257

 

الأحد، 2 مارس 2014

"معاً لترشيح الخطيب ضد الأسد ".....حملة الخبث

 

ربما رأى أغلبنا خلال اليومين الماضيين حملة (معاً لترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسوريا ضد الأسد ).وربما أعجب بعضنا الأمر،خصوصاً مع عدد الإعجابات بصفحة الحملة التي بلغت الآلاف خلال يومين فقط .غير أنّ تدقيقاً بسيطاً بالأمر سيتبيّن لنا سرعة انجرار بعضنا لأمور هي جميلة في ظاهرها،خبيثة في باطنها وأبعادها.
أفهم أنّ حبّ أغلبنا ليصبح أحد الثوار رئيساً هو مادفع البعض لعمل (لايك) للصفحة،وربما للمشاركة بهذه الحملة الافتراضية.لذلك من الجيد أن نأخذ هذا الأمر كمثال لنحذر من أشياء مشابهة له في المستقبل.
الجميل الذي شجع البعض هو أن نصبح بلداً يستطيع ترشيح من أراد بحملات ودعوات،بغض النظر عن الشخص،ولكنّ الخبيث في الأمر أن هذه الحملة تجعل الثورة تبدو وكأنها تحوّلت إلى معارضة تطالب بكرسي الرئاسة لشخص أعجبها ضد رئيس لم يعجبها،بينما  هدف الثورة-أي ثورة- هو قلب نظام الحكم ،لا المشاركة في انتخابات ننافس فيها من قتلنا خلال ثلاثة أعوام،حتى وإن فاز معارضٌ ما ؟!
الثورة قامت لتطيح ببشار الأسد وعصابته،وعندما يتمّ هذا الأمر،سواء بحلّ سياسي أو عسكري يأتي دور الترشيحات ويبدأ المرشحون بالتنافس؛ومجرد طرح فكرة تقديم مرشح آخر مقابل الرئيس الحالي(المجرم) سيجعل الأمر يبدو وكأنّه تقديم مرشح للثوار مقابل رئيس حالي يمثل فئة أخرى.أي اعترافاً ضمنياً من قبل كلّ من تضامن مع هذه الحملة بأنّه يحق لبشار الترشح، وكأنّه ليس مجرماً بل رئيساً "ضعفت شعبيته" بسبب أخطائه ،لابسبب جرائمه.وكأنّ الثورة في نهايتها ستعطي هذا المجرم شرعية،لم تكن له قبل الثورة أصلاً،بعد أن وصل للرئاسة بالتوريث، وليصبح مرشحاً رئاسياً خاسراً في انتخابات رسمية شهد لها معارضوه أنفسهم بقبولهم بها وطرحهم لمرشحهم،بدل أن يكون رئيساً مخلوعاً مجرماً.مع يقيني أنّ الانتخابات ستزوّر لصالح بشار.
هذا باختصار خبث هذه الحملة،ولا أجزم بخبث نيّة أصحابها،وإن كان التوقيت يدعو للشك.كذلك لا أدري إذا كان الشيخ معاذ متعاون مع هذه الحملة أم لا، وإن كنت أُحسن الظنّ به أيضاً.وسواء كان ذلك أم لا فعلينا أن نعمل على إيقافها بوعينا لخطورتها،وعدم نشرها أو حتى الإعجاب بصفحتها.وأرجو حقاً أن يكون الشيخ معاذ قد أدرك خطورة هذا الأمر،وأن يعلن عدم دعمه لها،ويدعو إلى إيقاف صفحتها،أو على أقل الأحوال أن تُعلن هذه الحملة ثوريتها الحقيقية،في حال تم الإجحاف في حقها،وأن تغيّر اسمها وهدفها بأنّ تصبح على سبيل المثال (معاً لترشيح معاذ الخطيب رئيساً لسوريا بعد خلع الأسد )،وهذا يكفي.
علينا أن نقتنع تماماً ونفهم إخوتنا بأنّ الورقة الانتخابية (الافتراضية) التي تظنّ أنك ستخدم سوريا وربما الثورة باختيارك للخطيب من خلالها،هي صك غفران لبشار بمجرد طباعتها فقط ؟!فما بالك إذا صوّتت عليها !

محمد اللادقاني

الخميس، 30 يناير 2014

هل نستحق- كسوريين- مايجري لنا ؟!

 
 

" كتير علينا أصلاً بشار "  .....  "لو كنّا مامنستاهل ماحكمونا بيت الأسد "...."نحن مستاهلين كل شي عم يصير فينا"
ربما نحتاج لساعات في حال رغبنا جمع كلّ الجمل التي يستخدمها بعضنا فيما يعتقدون أنّه توصيف مختصر ومفيد لأسباب الألم الذي نعيشه كسوريين،بكل ماتحمل كلمة الألم من معنى.
لا يحتاج إلى شرح كبير أنّ استعمال هذه الجمل ونشرها هو خنجر صغير نضعه نحن في ظهر السوريين قبل أن نضعه في ظهر الثورة !
فليس أخطر على الإنسان الطبيعي أن يقتنع بأنّه الأسوء بين جميع أمثاله،وبأنّه يستحق كل مصائبه وآلامه.فالاقتناع بذلك لن يترك له سوى خيارين : إما أن يتحطّم ويقطع أيّ أمل في تحسين نفسه وتغييرها،لدرجة أن يصبح عالة على نفسه وعلى الناس ،أو أن يتحول إلى حاقد على الجميع ،وهمّه الوحيد أن يدمّر الناس ،لا أن يعمل على تطوير نفسه وظروفه.
ولا يختلف الأمر في حالة شعب أو أمة،والتي فيها الإنسان هو عنصر تكوينها.
بالطبع لن أدافع بالصورة التي يرسمها البعض الآخر لنا بأنّنا الشعب المميز والمختار والذي لم يسبقه في البطولة أحد،وكلّ ما أتمنى أن نقتنع به بأنّنا شعب مثل بقية بني البشر ،مع بعض المميزات الإيجابية والأخرى السلبية التي تتركها المورثات والظروف خلال السنين،والتي مهما كان حجمها أو تأثيرها فإنها لن تجعلنا نخرج عن حقيقية أننا مجموع بشري فيه كل تناقضات البشر.
لا أريد أن أستفيض كثيراً في شرح الفكرة لأنّها واضحة جداً،والمتأمل بقليل من الموضوعية سيعرف أنّنا شعب فيه من الأبطال الكثير،وفيه من الأشرار الكثير.فانطلاقة الثورة من أجل الكرامة التي فقدناها في سوريا الأمس ،وانتفاضة مدن سوريا كلها،مدينة بعد أخرى غضباً لإخوتهم وطلباً للكرامة والحرية،وقصص بطولات واستشهاد الكثير من أصدقائنا وأخوتنا ،كل ذلك كافٍ كي نؤمن بأنّنا شعب حيّ ورائع وبأنّنا لانستحق أن يكون الأشرار حكاماً علينا.
وفي الوقت نفسه فإنّ قصص السوء وأنانية الظهور،وقتل العمل الجماعي ،وقصص الاحتيال والتكسّب المهين،وحتى جرائم أتباع النظام أنفسهم ،والذي يطلق عليم العالم اسم "سوريين " ، شئنا ذلك أم أبينا،كلّ ذلك يجعلنا نؤمن أيضاً أنّنا لسنا شعب الله المختار،ولا يجب أن نبقى نروي للناس بأنّنا الشعب البطل الذي لم يلد التاريخ مثله.فوجود أبطال بيننا سيقف لهم التاريخ احتراماً لايعني أنّ جميعنا-كسوريين-أبطالاً ،فكل نفس بما كسبت رهينة !
علينا أن نقتنع بأنّ فينا من الخير الكثير ،وفينا من السوء الكثير،وأننّا نحتاج أن نحسّن أنفسنا ،ونتبع قوانين وسنن الله في أرضه في بلوغ الشعوب لدرجات رفيعة من التميز،وبأنّنا كنّا مخدّرون واستيقظنا،فلا ننتشي ونكتفي بعظمة بطولات بعضنا ،ولا أن نيئس بسبب سوء بعضنا الآخر، وأن نعمل على إزالة ماتركته آثار المجرمين بيننا خلال السنين،معتقدين بأنّ لدينا القدرة كي نكون شعب مميز بكل معنى الكلمة ،كما أنّ لدينا المجال كي نضعف ونتدهور.

محمد اللادقاني