الجمعة، 16 أغسطس 2013

عصابة بشار لاتريد "دويلة علوية" !.....يكفي ماروّجناه لها !

 

من المهم دراسة أيّ تحليل أو قراءة حول الثورة السورية،لعلّ فيها ما يُفيد سوريا وثورتها.ولكن حين تصبح بعض تلك التحليلات من المسلّمات والبديهيات في الثورة،فيجب علينا عندها أن ندققها ألف مرة،وأن نقف ضد انتشارها بكل قدرتنا في حال لمسنا أنّ نتائجها مضرّة بالثورة،وأن نوضّح للجميع بأنها "تحليلات"،وليست "مسلمات".والفرق بينهما كبير.
بعد أشهر من تصدّر موضوع الدويلة العلوية للعناوين بسبب أهميته وخطورته ،صار من الواجب علينا أن نقرأه من خلال قاعدة "من المستفيد" ،خصوصاً بعد جرائم النظام في البيضا والقصير وحمص والتي أوضحت أنّ العصابة تريد التأكيد أنّ الدويلة العلوية هي خيارها القادم ،لا بل والقريب جداً جداً.
لنحاول عرض ما جنته الثورة نتيجة تحول تحليل "قيام الدويلة العلوية" إلى بديهية عند الكثير من الثوار؛ولنحاول استنتاج من المستفيد من ذلك.وبناء عليه نستطيع أن نقرر هل يجب أن نزيد من ترسيخ هذه القناعات لدى الثوار أم يتوجب علينا اقتلاعها كما زرعناها.
لقد استفادت الثورة بسبب اعتبار "الدويلة العلوية" من المسلمات زيادة بسيطة في الحشد من أجل جبهة حمص،بينما استفاد النظام بالتالي:
أولاً: إقناع أفراد جيشه وشبيحته أنّ لديهم مكاناً آمناً يستطيعون اللجوء إليه مهما رجحت كفة الثورة في باقِ مناطق سوريا،وأنّ هذا المكان سيكون دولة قائمة بحد ذاتها تستطيع أن تحميهم من أي محاسبة أو مساءلة عن جرائمهم .
ثانياً:تهوين أي خسارة في أي معركة خارج حدود دويلته المتوهمة، بذريعة أنّ تركيز النظام هو على مناطق "دولته المستقبلية" وأنّ مايقوم به في المناطق الأخرى هو "ترف عسكري" .
ثالثاً (والأخطر):إيصال رسائل للكتائب في المناطق المحررة التي لاتقع في حدود "الدويلة العلوية" المتوهمة بأنّ النظام لم يعد يطمع كثيراً في استرجاع مناطقهم وبسط سيطرته المطلقة عليها.
وهذه الفكرة هي الأهم والأخطر،لأنّ اقتناع بعض الكتائب بها-ويبدو أنّ البعض قد اقتنع فعلاً-سيكون له تداعيات خطيرة وكبيرة قد بدأنا نرى بعضها.فعندما تشعر تلك الكتائب أنّ الخطر الذي يتهددها قد زال فإنّ بعضها-للأسف-ستظنّ أنّ دورها قد انتهى،وأنّ بقاءها في مكانها وحماية مناطقها الضيقة سيحميها من خسارة المزيد من الرجال والممتلكات.وقد يدخل بعضها في هدنة مع النظام ،لاعتقادهم أنّ الخطر الذي يبتعد عنهم حالياً لن يعود إليهم مرة أخرى،لأنّهم خارج الحدود التي يريدها النظام لدويلته القادمة.كذلك قد تبدأ بعض الكتائب المخلصة بالاقتناع أنّ تحركها لن يؤثّر مع ماتسمعه من روايات التآمر،والذي يساعد على ترويجه بعض الناشطين بعفوية،وربما قد تصل إلى قناعة أنّ الدويلة العلوية قادمة لامحالة،وأنّ السعي لتحرير مناطق جديدة لن يخلق تغيراً في المعادلة المحسومة .
إنّ تصرفات النظام على الأرض تقول بأنّه يريد استعادة سوريا كلها،ويبدو أنّه ينفذ نصائح روسية بالقتال كي يستعيد سوريا كلها أو يخسرها كلها.فربما تكون قضية خلق ولاية إيرانية قريبة من أوروبا وإسرائيل على المتوسط  خارج قدرات روسيا،كما أنّ حماية حدود تلك الدويلة من ثوار لهم مع نظامها وشبيحتها ثارات وثارات أمرٌ أشبه بالمستحيل،ومعركة الساحل هي الدليل الجديد على ذلك.
من الواضح استغلال العصابة لمشروع "الدويلة المفترضة" في مهادنة بعض المناطق،والتناسي المقصود لمناطق أخرى،وإشعال الفتن في مناطق أخرى.وحالياً يتوجب علينا التعامل مع حقيقية أنّ النظام يستفيد من ذلك بغض النظر عن الآراء النافية أو المؤكدة لتلك الفرضية،ودون التجاهل المطلق لها،وعلينا العمل بكل قدرتنا على إعادة ترسيخ بديهيات الثورة لدى الجميع وخاصة لدى القوى المقاتلة بأنّ سوريا كلها هي هدف للنظام،وأنّه يريد أن يُعيد احتلالها شبراً شبراً ،وبأنّ على الكتائب أو المناطق التي تظنّ أنّها في مأمن الآن،أن تدرك أنّ النظام سيعود إليها بعد انتهائه من استعادة المناطق التي أوهمنا بأنّه لايريد غيرها،وبأنّ كل من تجرّأ وحمل السلاح في وجهه سيكون هدفاً عاجلاً أو آجلاً له في حال استعاد سوريا -لاقدر الله-.
كما قمنا نحن بالترويج لموضوع "الدويلة العلوية" يتوجب علينا الآن استخدام إعلامنا وقنواتنا وصفحاتنا على المدى الأشهر القادمة لإعادة ترسيخ بديهيات الثورة تلك.أما من لم يقتنع بما سبق فلا نطلب منه سوى نشر فكرة بسيطة وحقيقية ومهمة جداً للثورة مفادها "أنّ الثائر الذي يقاتل في أقصى حدود سوريا لن يكون في مأمن من بطش النظام حتى تحرير كل سوريا من بشار وعصابته،وأنّ تخفيف الضغط عن إخوته في المناطق البعيدة عنه اليوم هو دفاع عن نفسه في الغد " مع العلم أنّ الكثير يقاتل نصرة لإخوته طبعاً.ومدرسة غدر حافظ الأسد غنية عن التعريف،فلا يظنّ حتى حزب الاتحاد الديمقراطي أنه بعيد عن غدر النظام،لو أنّه يتفكّر !

محمد اللادقاني

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

معركة الساحل....بأخلاقكم "سننتصر" أو "ننهزم"

 

هذه هي المرة الأولى التي يسيطر فيها ثوار الساحل على قرى تنتمي للطائفة العلوية بامتداد كهذا،وبالتالي فإنّها ستكون التعامل  الأول من النوع الجديد بين ثوار سوريا الذين تسلّحوا وبين المناطق التي تُعتبر "الحاضنة الشعبية" أو الخزّان البشري "الأكبر" للعناصر المقاتلة مع النظام،سواءً النظامين منهم أو الشببيحة.وبالطبع فإنّ استخدام كلمة "الأكبر" لأنّ الجميع يعلم أن هناك من يقاتل مع بشار من الطائفة المسيحية والسنية وغيرهما.
بالطبع مايزال الثوار في بداية الطريق للسيطرة على الساحل فما زالت أمامهم عشرات النقاط الهامة ليتمكنوا من فرض سيطرتهم النسبية،وبالتأكيد فإنّ ماتتركه المعارك الأولى من نتائج وآثار عسكرية ونفسية وسياسية وحتى اجتماعية ينعكس على سير المعارك المتوالية.لذلك نرجو الله أن يكون أبطالنا مثالاً للحكمة في التعامل مع تلك المناطق العلوية كما كانوا مثالاً في الشجاعة والبطولة.
أعلم بأنّ البعض قد لايعجبه ما سأتحدث عنه،ولكنّي عاهدت الله أن أكتب ما أراه خيراً لسوريا وثورتها ودماء أهلها بغض النظر عن أي شيء أو شخص،وأرجو الله أن يكون ما سأكتبه صواباً.وأتمنى ممن يقرأ هنا،أن يُكمل للنهاية قبل إطلاق حكمه،.
تتحدّث الكثير من المقولات عن تورّط "جميع" أبناء الطائفة العلوية دون استثناء في القتل.الأمر الذي يبدو مخالفاً للمنطق.فمن غير الممكن أنّ  يكون هناك مليوني شخص علوي في سوريا قد تورّطوا بذلك بما يستحق العقاب.ولنضرب مثالاً بشريحة من مجتماعاتهم وهي شريحة الناس "العاديين".فقرى العلوية -كغيرها- تحتوي على آلاف الأشخاص العاديين،الذين همّهم الأول هو لقمة يومهم وزارعة أرضهم،والذين لم يأتيهم من خيرات النظام مايُذكر.وهذه النوعية موجودة في كل المجتمعات،ويوجد منها طبعاً في مجتمعات الطائفة السنية.وللذي قد يرفض هذا أقول :لو كان أبناء الطائفة السنية كلهم من نوع الثوار المخلصين الأبطال الذين نراهم لكانت قد حُسمت معركتنا مع النظام منذ أشهر عديدة.ولو أنّ مليون علوي قد وهبوا أنفسهم للقتال مع النظام كما يفعل الشببيحة منهم،لكان شهداءنا بالملايين ،ولما كان احتاجت عصابة بشار لإيران وحزب الله كي يرسلوا إلينا شياطينهم.وهنا،لا يهمني أن أناقش من يقول بأنّه لايوجد من العلويين ثواراً،ولكنّي أناقش من يقول بأنّهم جميعاً -ودون استثناء- قتلة.
هذا الأمر الذي لم يستطع عقل بشار الصغير أن يدركه في تعامله مع قرى ومناطق سوريا الأخرى، فكانت عصاباته تقتل وتغتصب وتروّع جميع الناس دون استثناء بمجرد انتمائهم لمنطقة ثائرة،على الرغم من أنّ بينهم من "العاديين" السنة الذين ذكرتهم ،أو حتى نسبة قليلة من الموالين له،حيث يظنّ بأنّه بذلك "يربي" الجميع أو يرهبهم،دون أن يستوعب أنّه بذلك يجعل هذه القرية أو البلدة معارضة لعصابته بشكل مطلق،وبأنه بتصرفاته هذه يدعم صفوف المعارضة المسلحة بأشخاص لم تعد تملك من الدنيا شيئاً إلا فرحة سقوط عصابة بشار وأذنابها،حيث يتحوّل أولئك الناس "العاديين" الذين كانوا لايهتمون بما يجري، إلى أشخاص "انتقاميين"،دون أن يُلامو على ذلك بعد أن نكّلت بهم عصابات بشار المتوحشة على أساس مناطقي أو طائفي فقط .
إنّ تجنب ثوار اللاذقية استراتيجية بشار تلك -دون تشابيه طبعاً-وتعاملهم بالطريقة التي كان يتعامل بها خالد بن الوليد وصلاح الدين،وبتوصيات الصدّيق أبو بكر لجيش المسلمين سيترك نتائجه الجيدة على الثورة كلها،وليس على الساحل فحسب.فأرجو أن نحاول قراءتها بعيداً عن أي حكم مسبق:
1-ضمان عدم تحول تلك"الفئة العادية" من أبناء تلك القرى إلى أشخاص "انتقاميين" يبحثون عن الانضمام إلى الشبيحة انتقاماً لما قد يحدث لهم بعد أن كان بعضهم يرفض أن يجنّد أبنائه في صفوف الشبيحة،أو يرفض تمركز الراجمات في قراهم لقصف القرى المحررة -وهذا معروف لثوار الساحل-سواء بسبب الخوف أو لأي سبب آخر.وذلك يعني عدم زيادة الشبيحة.وما يعني أيضاً توفير ولو معركة واحدة قد ننتصر فيها،ولكن نخسر بالمقابل العديد من خيرة شبابنا.
2-الكثير من المدن التي كان يخطط المسلمون الأوائل لاقتحامها كانت تفتح لهم أبوابها قبل أن يبادروا في الاقتحام لأن أخبار أخلاق الجيش الفاتح كانت تصل قبلهم،فينقلب سكان تلك المناطق على زعمائهم في اللحظة التي لايملكون فيها إلا الاختيار بين الطرفين. وذلك يعني أنّ شقّ صفوف الموالين للنظام سيتحقق من ذلك.
3-إنّ التعامل الجيد -طبعاً مع غير القتلة- مع المدنيين حتى الموالين للنظام منهم سيجعلهم يدركون أنّه قد أصبح عاجزاً عن حمايتهم،وبأنّ من مصلحنتهم التوقف عن الوقوف معه،ومايعني ذلك استسلامهم،أو لنقل انسحابهم من هذه المعركة الخاسرة تدريجياً في حال وجدوا أن انسحابهم حالياً هو أخفّ الاحتمالات ضرراً.أما إذا شعر أولئك الموالون أنّ مصيرهم حالك جداً سواء أوقفوا دعمهم لبشار أو استمروا به،فإنّهم بذلك سيستميتون بالدفاع عن أنفسهم وأرضهم لأنهم سيكونون عندها مؤمنين أنّ الأسوء في انتظارهم.وقصة الشخص العلوي الذي قتل زوجته وأولاده،ثم قاتل حتى مات منذ أيام في ريف اللاذقية أكبر دليل على ذلك.
4-إنّ أي ممارسات خاطئة لاقدر الله قد يستلّغها النظام والخارج في اتهام الثورة والثوار،ووصف هذا التحرير بصفة طائفية بدلاً من الصفة "السياسية"،وذلك قد يكون بداية لتدخل قوات فصل دولية،قد تكون بداية لل"تقسيم".وما قد يعني ذلك آثار خطيرة لاقدر الله.
إن كان البعض  لم يقتنع بما ذَكرته عن الأشخاص "العاديين"،أو بالفقرات الأخرى، فلا أظنه يستطيع أن يرفض القاعدة التي تقول:بأنك عندما تحارب طرفاً آخراً، فاترك له دائماً منفذاً للهروب كي لايستميت ضدك،فيهلك بعد أن يجعلك تخسر أكثر بكثير من خسارتك بهروبه.
حفظ الله سوريا وأهلها وثورتها،وخلصها من سفاحها وعصابته.
 

محمد اللادقاني