السبت، 8 ديسمبر 2012

إلى رعايا الدويلة العلوية المنتظرة

 
كثُرت الأخبار والتوقعات عن احتمال تراجع بشار إلى الساحل وتحصّنه وإعلانه قيام دويلة علوية مستقلة فيه؛حتى وإن لم يتمّ ذكر صفة (علوية) صراحةً.وبالرغم من غرابة هذا الطرح ووضوح أثاره المدمرة على أصحابه أكثر من الآخرين،إلّا أنّ بشار قد أفقدنا القدرة على تخمين تصرفاته وأفعاله ،حيث أثبت خلال سنتين أنّ تفكيره لايختلف كثيراً عن ضحكته! لذلك يتوجّب علينا التوجّه إلى البعض من أهل الساحل المناصرين لهذا المشروع وإلى العقلاء والشرفاء منهم ليتحركوا ضدّه ويثوروا،حتى وإن كان ذلك في لحظات متأخرة،ولكنّها ستكون لحظات هامة وحاسمة قد تجنّب الجميع بداية مرحلة جديدة من الويلات.فكارثية هذا الخيار ستكون مدمرة  على الجميع وخاصة على أصحابها هذه المرة،على الرغم أنّها ستنال الكثير من أهل المناطق الساحلية الثائرة وكلّ سوريا في حال وقوعها لاقدّر الله.لذلك نوجّه حديثنا لهم ونقول:
هل تظنون أنّ بشار سيتمكّن من حماية دويلته المفترضة بعد أن فشل في القضاء على ثورة بدأت سلمية،وبأنه سيهزم أبناء تلك الثورة أنفسهم بعد أن يصبحوا كتلة واحدة متجانسة ،وتتزايد أعدادهم أضعافاً مضاعفة ويتنظموا.خصوصاً مع وجود حدود طويلة بين المنطقتين؟!
وهل تظنون أنّهم سيفرحوا بدولتهم الجديدة ويتناسوا أنّ من قتل أبناءهم وأهلهم وإخوتهم خلال سنتين كاملتين هم على بعد كيلو مترات ،ثمّ يتركوهم يتنعّمون ويحكمون جزء من سوريا بعد أن باع هؤلاء الثوار لأجلها أرواحهم،ودفع أهلهم دماءً مازالت تفوح عطراً  وناراً!؟
كأنّ تراجع بشار وأفراد عصابته إلى الساحل سيقول للثوار بأنّ جميع شبيحة سوريا الذين قتلوا أهلها على مدى سنتين هم الآن في هذه المنطقة الجغرافية المحدودة والمعروفة الحدود .مما سيضع تلك المناطق في موضع العدوّ الأول لهم،وربما يعمل البعض على محاولة هدمها،ليس لأنّها ذات أغلبية علوية،بل لأنّهم سيعتبرونها قد أصبحت وكراً للشبيحة -المنتميين لكلّ الطوائف-الذين تجمّعوا فيها بعد أن كانوا منتشرين على طول سوريا وعرضها،وسيكون ذلك طبعاً خيانة ثانية من بشار لأبناء طائفته باستخدامه لهم كدروع بشرية لحماية نفسه وشبيحته،بعد خيانته الأولى لهم بزجّ أبنائهم في صراع خاسر،فقدوا فيه الكثير،وبعد أن خان سوريا كلها.
لا أقول ذلك تهديداً،فأنا لا أملك سوى كلماتي،وإنّما هذا هو المتوقع في حال قرر البعض الانجرار إلى تلك الخطيئة القاتلة بإقامة تلك الدويلة.وحينها لا تتوقعوا أنّ دعماً روسياً أو إيرانياً  سيمنع الثوار من التقدم للساحل.فلو أنّ ذلك الدعم كان مفيداً لكان قد ساعد بشار سابقاً ،وماكان بينكم حينها.وإنّ ماجرى بين إسرائيل وغزّة سيخبركم مايعني أن يكون لك حدوداً مشتركة وممتدة مع بلد يكرهك كل من فيه،ويحكمه أشخاص تساوى عند بعضهم الحياة والموت.فما بالكم ببلد قتل زعيمكم منه أكثر من أربعين ألف شهيد ،وعذّب واعتقل واغتصب،وفعل مايعحز عن فعله البشر.بلدٌ فيه رجال أذهلوا العالم كلّه ببطولاتهم التي شابهت الخيال.
كلّ ذلك ولم نتحدث بعد عن شمال الساحل الذي هو بأيدي ثوار اللاذقية الأبطال الآن،ولم نحكي عن سخط تركيا لهكذا كيان سيحرك نوازع الانفصال في سكانها الجنوبيين للاتحاد معه.وذلك يعني أنّ حدود دويلتكم الشمالية لن تقلّ خطراً عن حدودها الشرقية،وسيكون لديكم فيها عدوين هائلين.
أظنّ أنّ ماتوالى من أحداث يكفي ليخبركم أنّ بشار سينتهي بإذن الله،وكلّ مايقوم به وتساعدونه فيه ليس إلا تأخيراً لموعد تلك النهاية رغم بشاعته ومأساويتة.لذلك نرجوكم،ثمّ نرجوكم،ثم نرجوكم ،أن تتركوه هذه المرة يذهب وحيداً !
 
محمد اللادقاني



الاثنين، 26 نوفمبر 2012

إلى الجزيرة وأخواتها


بالطبع نقدّر عمل قناة الجزيرة والعربية وغيرهما في نقل صوتنا ومعاناتنا وبطولات أحرارنا للعالم.ولكن يتوجّب علينا أن نطلب منهم ومن مراسليهم ألّا يرجّحوا أحياناً كفّة السبق الصحفي ودقّة المعلومات التي يقدّموها على مصلحة الثورة والسوريين.
منذ أيّام قليلة تحدّث تقرير في قناة الجزيرة عن عملية خاصة قام بها الثوار في الحجر الأسود،وقاموا بمرافقة شباب الجيش الحر فيها وتصويرها،وأشاروا إلى هامش الحركة التي يتمتّع بها الجيش الحر في تلك المنطقة.وفي اليوم التالي تماماً لعرض هذا التقرير تمّ قصف الحجر الأسود بوحشية لعدة أيام متواصلة.الأمر الذي يدفعنا أن نقف ونفكّر كثيراً في ذلك .
أليس خطأً كبيراً أن يتم ذكر اسم منطقة محدودة بعينها في مثل تلك التقارير؟وماهي الفائدة من الإمعان في التحديد بدلاً من ترك اسم المكان مجهول نسبياً؟!
كان بإمكان صاحب التقرير أن يقول أنّ هذه العملية قد تمّت في إحدى المناطق الثائرة،أو في أسوء الأحوال أن يذكر أنها كانت في إحدى مناطق غوطة دمشق،ولكن أن يتم ذكر اسم الحجر الأسود صراحةً فهذا شيء يجب التحذير منه بشكل كبير.وعلى الأخوة في الجيش الحرّ أن يشترطوا عدم ذكر المناطق وتحديدها في مثل تلك الحالات.
نعلم بالتأكيد أنّ النظام يعلم ويُحصي المناطق التي فقد سيطرته عليها،ولكنّ ذلك لايعني أنّه لا يجهل درجة انتشار الجيش الحر في تلك المناطق وكئافته فيها،وبالتالي فإنّ إخباره إعلامياً بأنّ الجيش الحرّ ينتشر بشكل كبير في منطقة محددة سيتفزّه ويدفعه لضرب تلك المنطقة بكلّ وحشية لظنّه بأنّه سيكسب جولة إعلامية أمام مؤيديه أولاً،وأنّه سيضرب تجمّع مميّز للجيش الحر في تلك المنطقة ثانياً.
أمرٌ مشابه قد حصل منذ أيام عندما قامت قناة سكاي نيوز بجولة في جبل التركمان في اللاذقية وعنونوا لتقريرهم باسم (الجيش الحر في جبال اللاذقية يتحضّر لمعركة حاسمة)وانتشر التقرير بشكل هائل.وقد تمّ الإيضاح فيه أنّ هذا التحضير يجري في جبل التركمان بالتحديد.وبعد أيام قليلة جاءتنا أخبار حشد النظام لأقذاره بأعداد كبيرة وتوجهه إلى جبل التركمان.ولكنّ والحمد لله فقد أبدع الأبطال هناك وقلبوا الموازين،لدرجة أنّي شككت أنّهم أرادوا ذلك لاستدراج شبيحة بشار إلى الجبل.
بغض النظر عن نتيجة ذلك هناك،ولكنّ الاستدلال واحد،وربما قد يحدث ذلك في حالات مشابهة ويتسبب في خسائر كبيرة،أو على الأقل قد يحرم الثوار فرصة المبادرة ويضعهم في حال ردّ الفعل بدلاً من أن يفرضوا هم توقيت المعركة ومكانها ويُكملوا تحضيراتهم.
سأذهب بعيداً وأطالب بتحرك قويّ من جميع التنسيقيات والناشطين والناطقين باسم الثورة للتنبيه إلى هذا الأمر،وكذلك نطلب من الأخوة في الجيش الحرّ أن يكونوا حذرين جداً في مثل تلك الأمور من أجل المدنيين في تلك المناطق ومن أجلهم هم كذلك،ونقول فعلاً للقنوات والإعلامين وحتى شباب الفيس بوك والصفحات بأن تنصروا الجيش الحرّ بصمتكم.

محمد اللادقاني

 

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

هل ننتظر حكومة عميلة ؟


المقياس الذي نستطيع من خلاله توقّع درجة وطنية التشكيل الجديد أو غيره هو مدى التزامه قولاً وعملاً بمطالب الثورة كاملة من لحظة تشكيله حتى إسقاط النظام،وليس من خلال تصاريح أمريكا أو غيرها بقبوله ،لأنّ ذلك لايعني بالضرورة أنّه تشكيل غير وطني أو متآمر مع أيّ جهة كانت.وسنستطيع بعد أيام قليلة من الآن رؤية أمرين سيساعدانا في تصوّرنا حول هذا التشكيل،وهما،أولاً:تعهّده وتأكيده بالالتزام بمبادئ الثورة كاملة وبأنّ التنازل عن أيّ منها سيفقده أي شرعية،وثانياً:أسماء الشخصيات المشاركة فيه ومدى قربها للثورة والثوار حقاً،ومدى ثقة الثوار بها من خلال تاريخها قبل وبعد الثورة،وقدرتها على إقناع الحاضرين بمشروعها هناك.فالحقيقة أنّ هذين الأمرين هما مانستطيع معرفتهما حالياً،أما مستوى التزام الهيئة بذلك فهذا ماستحدده الأسابيع والأشهر التالية،ومن الظلم الحكم عليها سلفاً.
لنتوقف عن اتّهام بعضنا بصفات الخيانة والعمالة لأيّ سبب كان،فهذه طريقة تعامل النطام مع الأمور وليست طريقة ثوار يجمعهم مطلب حقّ واحد ،فأمريكا نفسها قد صرّحت العديد من التصريحات تحيي فيها الثوار وتتلفظ بعبارات الدعم لهم.فهل أصبحنا حينها عملاء لأنّ أمريكا أطلقت تصريحاً في صالحنا ونحن أصحاب الحقّ؟وهل أعطتنا تصريحاتها هذه سلاحاً نوعياً أو جعلتها تقف بحزم حقيقي ضدّ قاتلنا؟لنعلم جيّداً أنّ أمريكا تحكمها مصالحها لامصالحنا،وساستها ليسوا مجبرين على الدفاع عنّا،بينما ساستنا الجدد يتهافتون على كرسي هنا أو هناك،وعلينا ألّا نجعل تصريحاتها تمزّقنا في الوقت الذي من الممكن أن تتراجع عنها بكلّ بساطة.
الجميع متفقون على أن المجلس لم يستطع تحقيق أهدافه والقيام بمهامه بشكل جيد لأسباب كثيرة،رغم وجود الكثير من الشخصيات الوطنية فيه،والبعض الآخر يرى أن الميزة الوحيدة للمجلس كانت في التزامه الكامل بمطالب الثوار وعدم مساومته عليها.
وفعلاً فقد لاحظنا جميعاً تلك الميّزة وشكرناه عليها.ولكنّ السؤال الذي نطرحه:هل كان يملك المجلس خياراً أخر؟
أظنّ أنّ التصدّع  الداخلي كان سيمزّق المجلس قبل أن تمزّقه أقلام ونداءات الوطنين والأحرار من المعارضة وقبل أن تُسقطه هيئات وهتافات الثوار؛ولا أظنّ أنّ ذلك يغيب عن بال الهيئة أو التشكيل الجديد،ولا أطنّه يمتلك قداسة تجعله يظنّ أنّه في حصانة من ذلك.
نعم لايمكننا أن ننزع كلّ مسببات القلق داخلنا،ولكنّا في الوقت نفسه،نسأل:إلى متى سننتظر؟!وهل من الصحيح أن نعمل على إفشال هذا التشكيل وننتظر إلى أن يأتي أشخاص جُدد بمبادرات جديدة واجتماعات جديدة لكي يقوموا بمحاولات جديدة ؟
لا أريد أن أكون متفائلاً كثيراً،ولكنّ حتى تصريحات المخوّفين من هذا التشكيل كانت شيئاً جيّداً،حتى وإن أخطأ أصحابها في درجة الاتّهام،فقد عملت وستعمل كجرس إنذار يّخبر جميع الأطراف بأنّ الثوار ومفكريهم ووطنيهم موجودون،وبأنّهم لن يسمحوا أن يلتفّ على أهداف وبدهيات الثورة كائناً ماكان.
نرجو حقّاً أن يبتعد المجلس الوطني وأصحاب فكرة الهيئة الجديدة عن التعنّت والأنانية وحبّ الظهور،وأن نراهم بثوب وطني حقيقي في الأيام القادمة،وأن يعلموا أنّ رقابهم ستحمل وزراً من دمائنا في حال أساؤوا لوحدة الصف ودعم الثورة مجدداً. كما نرجو أن يستفيد التشكيل الجديد في حال تم الاتفاق عليه من خبرة المجلس الوطني وخصوصاً من أخطائه كي لا يقع  فيها بعد أن أحصوها وعابوها عليه.

محمد اللادقاني